المجلة الدولية للمنظمة الفلسطينية 

PIOPH

المستوطنات الإسرائيلية: سلب الأراضي الفلسطينية وتغيير الواقع الديمغرافي في الضفة الغربية

بدأ الاستيطان في الضفة الغربية بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، مع إصدار إسرائيل لعدة أوامر عسكرية لتعديل الأنظمة القانونية، مما سمح لها بمصادرة الأراضي الفلسطينية العامة والخاصة لصالح بناء المستوطنات. هذه الإجراءات مكنت إسرائيل من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، ما أسهم في تعزيز سياسة التوسع الاستيطاني التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

في البداية، كانت الضفة الغربية خالية من المستوطنات في عام 1967، ولكن بحلول عام 2023، بلغ عدد المستوطنات 176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية، يعيش فيها حوالي 726 ألفاً و427 مستوطناً. هذه المستوطنات تحتل ما يقرب من 42% من مساحة الضفة الغربية، في حين يسيطر الاحتلال على 68% من منطقة “ج” التي تمثل حوالي 60% من إجمالي مساحة الضفة الغربية، وهي المنطقة التي تحتوي على 87% من الموارد الطبيعية للضفة و90% من غاباتها و49% من طرقها.

المستوطنات هي تجمعات سكانية إسرائيلية أُقيمت في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل خلال حرب 1967. وتستند هذه العملية إلى دوافع أيديولوجية دينية وعنصرية، حيث يُعتبر الاستيطان نوعاً من الاستعمار الحديث الذي يعتمد على تبريرات دينية وفكرية مثل العودة إلى “أرض الميعاد” وبناء الهيكل. تهدف هذه السياسة إلى تقوية السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وتغيير طبيعتها الديموغرافية لصالح اليهود.

سياسات الاستيطان أسهمت في تفتيت الضفة الغربية وعزل الفلسطينيين في مناطق محاصرة ومجزأة، ما أثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي والاجتماعي الفلسطيني. كما أدى هذا التفتيت إلى انتهاك حقوق الإنسان الفلسطينية، كما جعل من المستحيل تقريباً إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على أراضيها. من الناحية القانونية، تُعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية بموجب القانون الدولي، حيث تنتهك اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر على القوة المحتلة نقل سكانها إلى الأراضي المحتلة.

تاريخ الاستيطان في فلسطين

بدأ الاستيطان اليهودي في فلسطين في أواخر القرن الـ19، في فترة حكم الإمبراطورية العثمانية، وقد شهدت هذه الفترة محاولات من قبل الدولة العثمانية للحد من الهجرة اليهودية ومنع إقامة المستوطنات اليهودية في فلسطين.

السياسات العثمانية تجاه الهجرة اليهودية

كان الحكم العثماني يدرك المخاطر التي قد تنتج عن الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة مستوطنات فيها، لذا أصدر العديد من القوانين في محاولة للحد من هذه الظاهرة. ففي عام 1855، أصدر الباب العالي (الحكومة العثمانية) قانوناً يمنع الأجانب من تملك الأراضي في فلسطين. كما صدر في عام 1869 “نظام استملاك التابعية الأجنبية للأملاك” الذي نظم ملكية الأراضي، بهدف الحد من بيع الأراضي لفائدة المستوطنات اليهودية.

وفي عام 1887، أصدرت السلطات العثمانية أوامر جديدة تسمح لليهود بدخول فلسطين فقط كحجاج أو زوار. كما كان يتعين على أي يهودي يصل إلى يافا دفع 50 ليرة تركية والتعهد بمغادرة البلاد خلال 31 يوماً. رغم ذلك، لم تنجح هذه القوانين في إيقاف الهجرة اليهودية أو إقامة المستوطنات، بل استمر اليهود في التسلل إلى فلسطين بطرق غير قانونية.

أساليب الحركة الصهيونية في الاستيطان

عمدت الحركة الصهيونية إلى استخدام أساليب غير قانونية لتسهيل الاستيطان اليهودي في فلسطين. حيث قامت بشراء الأراضي من الإقطاعيين الفلسطينيين عبر أساليب ملتوية مثل استغلال فساد الجهاز الإداري العثماني، ودفع الرشاوى لتجاوز القيود المفروضة. كما قامت الحركة بتوفير الدعم لليهود من خلال منحهم صفة التجار ورجال الأعمال، مما سهل لهم البقاء في فلسطين. استخدم بعضهم زيارة الأماكن المقدسة كذريعة للبقاء في البلاد.

الاستيطان اليهودي المبكر

يعود بداية الاستيطان اليهودي إلى اللورد موسى مونتفيوري، الذي حصل على موافقة من السلطات العثمانية لشراء أراضٍ بالقرب من القدس ويافا. في عام 1859، بدأ مونتفيوري بناء أول حي يهودي خارج أسوار القدس، وأطلق عليه اسم “مونتفيوري”. وفي السنوات التالية، تمكن مونتفيوري من بناء سبعة أحياء يهودية أخرى حتى عام 1892. وبذلك كانت هذه الأحياء هي البذور الأولى للاستيطان اليهودي في فلسطين، التي استمرّت في النمو حتى تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948.

كان الاستيطان اليهودي في تلك الفترة يعدّ خطوة أولى نحو تأسيس وجود يهودي دائم في فلسطين، حيث توسع هذا النشاط بشكل ملحوظ مع بداية القرن العشرين وتزايد الهجرة اليهودية، خاصة مع صدور “وعد بلفور” عام 1917 من قبل الحكومة البريطانية، الذي دعم تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين.

تاريخ الاستيطان في فلسطين في ظل الانتداب البريطاني

بعد إقرار البرنامج الصهيوني المعروف بـ “بال” في عام 1897، الذي كان يهدف إلى تأسيس دولة يهودية في فلسطين، بدأت الجهود الفلسطينية لمحاربة الاستيطان اليهودي في البلاد. حيث عمل الفلسطينيون على تقييد بيع الأراضي للصهاينة، وكان من أبرز هذه الجهود تأسيس هيئة محلية في القدس برئاسة مفتي القدس محمد طاهر الحسيني. كانت هذه الهيئة مسؤولة عن مراجعة طلبات نقل ملكية الأراضي في متصرفية القدس، مما ساعد في تقليل فرص حصول اليهود على أراضٍ جديدة لفترة من الزمن.

تزايد الاستيطان اليهودي تحت الانتداب البريطاني

مع تزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ارتفع عدد المستوطنات اليهودية من 5 مستوطنات في عام 1884 إلى 47 مستوطنة في عام 1914. كما ارتفع عدد اليهود في فلسطين من 24 ألفاً في عام 1882 إلى أكثر من 85 ألفاً في عام 1917. كان ذلك في ظل التأثير البريطاني الذي بدأ في الظهور بعد بداية الانتداب البريطاني على فلسطين في عام 1917.

السياسات الاستيطانية في فترة الانتداب البريطاني

بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الاستيطان اليهودي مع بداية الانتداب البريطاني على فلسطين، حيث أصبح الانتداب هو الحاضن الرئيسي للمشروع الاستيطاني اليهودي. تبنت السلطات البريطانية سياسات من شأنها تسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وسمحت بتوسيع المستوطنات اليهودية من خلال التشريعات والقوانين التي جعلت نقل الأراضي إلى الحركة الصهيونية أسهل، بالإضافة إلى حماية الاستيطان بقوة السلاح.

في عام 1926، سنّت سلطات الانتداب البريطاني قانوناً يسمح بنزع ملكية الأراضي من أصحابها الفلسطينيين عن طريق فرز الأراضي المشاعة في القرى ومراجعة قيود الأملاك. كما كانت السلطات تقوم بانتزاع ما لا تثبت ملكيته من الأراضي وتسجيلها باسم حكومة الانتداب، التي كانت تقوم بعد ذلك ببيع أو منح هذه الأراضي للمستوطنين اليهود بهدف إقامة مشاريع استيطانية.

دور المادة 13 من الدستور الفلسطيني

كانت المادة 13 من الدستور الفلسطيني في فترة الانتداب تمنح المندوب السامي البريطاني صلاحية مطلقة في التصرف بالأراضي الفلسطينية. حيث كانت المادة تسمح له بمنح الأراضي أو تأجيرها أو منح امتيازات استغلال الأراضي أو المعادن أو المناجم. وقد نصت المادة على أن جميع هذه التصرفات يجب أن تتم وفق مرسوم أو قانون صادر عن الحكومة البريطانية.

التوسع الاستيطاني في فلسطين

أدت هذه القوانين والتشريعات إلى تسرب الأراضي الفلسطينية إلى أيدي المستوطنين اليهود. في الفترة ما بين 1918 و1949، تم بناء نحو 169 مستوطنة يهودية في مختلف مناطق فلسطين. كانت المستوطنات تتركز بشكل أساسي في المناطق الساحلية، ثم بشكل أقل في مرج بن عامر والجليل الأعلى والأدنى والنقب. هذه المناطق كانت تشكل لاحقاً الحدود الجغرافية لدولة إسرائيل بعد عام 1948.

كان التوسع المستمر للمستوطنات في فلسطين يشكل أساساً لتقسيم البلاد، حيث نص قرار الأمم المتحدة رقم 181 في عام 1947 على منح اليهود 55% من مساحة فلسطين. كان هذا القرار الذي جاء بعد تزايد الوجود الاستيطاني اليهودي، نقطة تحول حاسمة في تاريخ فلسطين المعاصر، وأدى إلى تنفيذ خطة الاستيطان بشكل أكبر في الأراضي التي منحت لإسرائيل وفقاً لقرار التقسيم.

نتائج الاستيطان على فلسطين

أدى الاستيطان اليهودي المستمر إلى تغيير الجغرافيا السياسية لفلسطين بشكل جذري. تم تقليص مساحة الأراضي المتاحة للفلسطينيين وتدمير العديد من القرى الفلسطينية، مما أسهم في تسريع وتيرة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. كما عمل هذا التوسع الاستيطاني على تفتيت المجتمع الفلسطيني وتقييد حركته، مما جعل إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة أمراً شبه مستحيل.

استراتيجية الاستيطان الإسرائيلي وتشرع مصادرة الأراضي

بعد عام 1948، اعتمدت إسرائيل استراتيجية الاستيطان عبر عدة مراحل أساسية. في البداية، كانت المستوطنات تقوم على أسس دفاعية تهدف إلى تثبيت الوجود الإسرائيلي على الأرض. وقد اتبعت إسرائيل في بداياتها استراتيجية “برج وجدار”، حيث كانت المستوطنات تتكون في البداية من جدران خشبية مع برج حراسة، وكان يتم نشر حارس أو أكثر في البرج. هذا التصميم كان جزءاً من خطة أوسع للتحضير لمشروع تقسيم فلسطين وفقاً لقرار الأمم المتحدة، حيث تم اختيار مواقع المستوطنات لتكون ضمن أراضي الدولة اليهودية المقررة.

من عمليات شراء غير قانونية إلى الاستيلاء العسكري

في فترة الانتداب البريطاني، كانت عمليات الاستيطان تعتمد على شراء الأراضي بطرق غير قانونية أو تسريب الأراضي عبر المنح أو البيع. ومع بداية تأسيس إسرائيل عام 1948، تغيرت هذه الاستراتيجيات بشكل جذري. فبدلاً من الاعتماد على شراء الأراضي أو تسريبها، أصبح الاستيلاء على الأراضي وطرد أصحابها عن طريق القوة العسكرية الأداة الرئيسية في فرض السيطرة على الأراضي الفلسطينية.

بعد النكبة عام 1948، بدأ الاحتلال الإسرائيلي في استخدام القوة العسكرية بشكل منظم للسيطرة على الأراضي الفلسطينية. تم بناء المستوطنات على هذه الأراضي المصادرة، مما أدى إلى فرض سياسة “الأمر الواقع” على الأرض، حيث تم تدمير العديد من القرى الفلسطينية وطرد سكانها.

تشريع الاستيلاء على الأراضي بعد الاحتلال عام 1967

مع احتلال الضفة الغربية في عام 1967، بدأت إسرائيل في اتخاذ مجموعة من الإجراءات القانونية والعسكرية لتوسيع المستوطنات وشرعنة مصادرة الأراضي الفلسطينية. في هذا السياق، استخدم الاحتلال مجموعة من الأوامر العسكرية التي كانت تشكل الأساس القانوني للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية تحت ذرائع مختلفة:

  1. المناطق العسكرية المغلقة: بموجب الأمر العسكري رقم 378، تم تصنيف الأراضي الفلسطينية كمناطق عسكرية مغلقة لا يسمح للفلسطينيين بالوصول إليها أو استخدامها، مما أدى إلى مصادرتها تحت ذريعة الأغراض العسكرية.
  2. المحميات الطبيعية: تم إصدار الأمر العسكري رقم 363 الذي منح سلطات الاحتلال الحق في مصادرة الأراضي وتصنيفها كمحميات طبيعية. استُخدمت هذه الذريعة لتوسيع الاستيطان تحت مزاعم الحفاظ على البيئة أو الأغراض العسكرية.
  3. الاستملاك للمصلحة العامة: بموجب الأمر العسكري رقم 321، صادرت إسرائيل الأراضي الفلسطينية تحت مسمى “المصلحة العامة”. هذا الأمر سمح باستخدام الأراضي في مشاريع استيطانية، حيث تم تحويلها لصالح بناء المستوطنات.
  4. أملاك الدولة: وفقاً للأمر العسكري رقم 59، تم تصنيف الأراضي الفلسطينية كـ “أملاك دولة”. هذا منح سلطات الاحتلال السلطة الكاملة للتصرف بهذه الأراضي وفقاً لمصالحها، مما سمح ببناء المستوطنات عليها.
  5. أملاك الغائبين: في إطار الأمر العسكري رقم 58، تم الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية المملوكة للأشخاص الذين هُجروا بسبب الاحتلال، حيث تم تصنيفها كـ “أملاك الغائبين” ومنح الاحتلال الحق في السيطرة عليها.
  6. مناطق تدريب عسكرية: بموجب الأمر العسكري رقم 271، تم تصنيف أراضٍ واسعة كـ “مناطق تدريب عسكرية”، مما سمح للجيش الإسرائيلي بالاستيلاء عليها لأغراض عسكرية، بما في ذلك استخدام تلك المناطق لإقامة مستوطنات جديدة.

النتائج المترتبة على سياسة الاستيلاء على الأراضي

ساهمت هذه الأوامر العسكرية في تسريع وتوسيع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. تم تجزئة الأراضي الفلسطينية وتدمير بنية المجتمع الفلسطيني من خلال هذه المصادرات، مما جعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. هذه الإجراءات القانونية والعسكرية أسهمت في تعزيز وجود إسرائيل على الأراضي المحتلة وأدت إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني، وحرمانه من حقوقه في أرضه ومقدراته.

وفي النهاية، فرضت إسرائيل سياسة الأمر الواقع من خلال هذه المستوطنات التي باتت تشكل جزءاً أساسياً من استراتيجيتها لتوسيع حدودها، وهو ما يعارض تماماً قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي الذي يعتبر هذه المستوطنات غير شرعية.

التلاعب بالقوانين والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية

من خلال مجموعة من الأوامر العسكرية والإجراءات القانونية، استولت إسرائيل على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، خاصة تلك التي كانت مملوكة للفلسطينيين الذين هجّروا أو نزحوا بسبب الاحتلال. أدى هذا التوسع في المستوطنات والسيطرة على الأراضي إلى تغييرات كبيرة في التصنيفات القانونية لهذه الأراضي، مما ساعد في تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية.

استراتيجية الاستيلاء على الأراضي

في بداية الاحتلال، استولت إسرائيل على مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية، لا سيما تلك التي كانت تحت إدارة السلطات الأردنية قبل عام 1967 أو التي كانت تُعتبر “أملاك دولة” في العهد العثماني. في النهاية، بحلول نهاية عام 1973، كانت إسرائيل قد سيطرت على حوالي 700 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية، أي ما يعادل 12% من إجمالي مساحة الضفة الغربية.

كما تم تحويل أراضٍ فلسطينية إلى “أراضي دولة” بموجب الأوامر العسكرية الإسرائيلية، مما جعلها خاضعة لسيطرة الاحتلال. وهذا التصنيف كان يعد تحولاً قانونياً من ملكية خاصة للفلسطينيين إلى سيطرة إسرائيلية، الأمر الذي أثار تساؤلات حول شرعية هذه الإجراءات. فقبل الاحتلال، كانت العديد من الأراضي الفلسطينية مسجلة على اسم الفلسطينيين بموجب نظام “الطابو” (سند الملكية)، لكن بعد الاحتلال، صُنّفت كـ”أراضي دولة” عبر مناورات قانونية، ما يعد انتهاكًا للقوانين المحلية والدولية.

الاستيلاء على الأراضي بعد 1967

في عام 1968، جمدت إسرائيل عمليات تسجيل الأراضي للفلسطينيين في الضفة الغربية، ما أثر بشكل كبير على قدرة الفلسطينيين على الحفاظ على ملكياتهم. بحلول عام 2002، كانت إسرائيل قد ضمت أكثر من 900 ألف دونم جديدة (ما يعادل 16% من أراضي الضفة الغربية) وحولتها إلى “أراضي دولة”، مما يمثل زيادة بنسبة 170% مقارنة بما كانت تملكه إسرائيل من أراضي الدولة قبل عام 1967.

في عام 2017، أشارت بيانات مركز “بتسيلم” إلى أن نحو 1.2 مليون دونم في مناطق “ج” (التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة) صُنّفت كـ “أراضي دولة”، مما يشكل 36.5% من مساحة هذه المناطق و22% من مساحة الضفة الغربية بشكل عام.

المستوطنات وأراضي الدولة

تشير الدراسات إلى أن المستوطنات الإسرائيلية تسيطر على نحو 40% من مساحة الضفة الغربية، حيث تم بناء حوالي 51% من المستوطنات على أراضٍ صُنّفت كـ “أراضي دولة”، بينما تم بناء 49% منها على أراض فلسطينية خاصة. هذه البيانات تعكس كيفية استخدام إسرائيل لمناطق “ج” لتوسيع شبكة المستوطنات، حيث يشكل بناء المستوطنات جزءًا أساسيًا من سياسة الاستيطان التي تقوم على فرض أمر واقع على الأرض الفلسطينية.

القدس واستيلاء المستوطنات

في محافظة القدس، أظهرت البيانات أن حوالي 73% من مساحة المستوطنات الإسرائيلية تم بناؤها على أراض فلسطينية ذات ملكية خاصة. ويشمل ذلك الأراضي التي ضمتها إسرائيل بشكل غير قانوني إلى ما يُسمى “حدود بلدية القدس”، ما يعزز استراتيجيتها لتوسيع السيطرة على المدينة، التي تعد من أكثر المناطق حساسًا في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.

الانتهاك للقانون الدولي

تُظهر هذه الإجراءات والممارسات التلاعب بالقوانين المحلية والدولية، حيث تُعد المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية بموجب القانون الدولي، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر على القوة المحتلة نقل سكانها إلى الأراضي المحتلة. إضافة إلى ذلك، فإن الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتحويلها إلى مستوطنات يعد انتهاكًا للحقوق الأساسية للفلسطينيين ويؤدي إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني، وعزل أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

تظل هذه السياسات جزءًا من الاستراتيجية الإسرائيلية المستمرة لتوسيع المستوطنات والسيطرة على الأرض الفلسطينية، ما يعزز الاستيطان في الأراضي المحتلة ويُعمق من معاناة الفلسطينيين.

مراحل الاستيطان في الضفة الغربية

بدأت إسرائيل سياسة الاستيطان في الضفة الغربية بعد احتلالها للمنطقة في عام 1967، وكانت هذه العملية تمر بمراحل متتالية تطورت فيها استراتيجيات الاستيطان تبعًا للظروف السياسية والأمنية. إليك أبرز المراحل التي مرت بها عملية الاستيطان في الضفة الغربية:

المرحلة الأولى (1967-1977): الاستيطان في القدس والأغوار

بعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية في عام 1967، بدأت الحكومة الإسرائيلية أولى خطوات التوسع الاستيطاني، وامتدت هذه المرحلة لعشر سنوات تحت حكم حزب العمل الإسرائيلي (المعراخ). وكان التركيز في هذه الفترة على تأسيس المستوطنات في مناطق استراتيجية مثل مدينة القدس والأغوار.

  1. مشروع آلون: أطلق حزب العمل الإسرائيلي هذا المشروع الذي هدف إلى فرض السيطرة العسكرية على مناطق استراتيجية في الضفة الغربية. ركز المشروع بشكل خاص على منطقة الأغوار ومدينة القدس. الهدف كان تأمين الحضور اليهودي في هذه المناطق وفرض السيطرة الإسرائيلية عليها.
  2. الاستيطان في القدس: بدأت هذه الفترة بتكريس السيطرة الإسرائيلية على القدس الشرقية، حيث تم هدم حي المغاربة المجاور لحائط البراق وطرد سكانه الفلسطينيين، ثم إعادة بناء حي يهودي في البلدة القديمة من القدس. هذا التوسع في المدينة كان جزءًا من سياسة تغيير الواقع السكاني في القدس الشرقية لتثبيت الاحتلال الإسرائيلي.
  3. التوسع في الأغوار: استهدفت إسرائيل التوسع في منطقة الأغوار التي تمتد على طول 115 كيلومترًا. تعتبر الأغوار منطقة استراتيجية من حيث الموارد الطبيعية، مثل المياه الجوفية. استخدمت السلطات الإسرائيلية حججًا أمنية وعسكرية لتبرير الاستيطان في هذه المناطق.
  4. العدد والانتشار: بحلول عام 1977، كان هناك 34 مستوطنة في الضفة الغربية، منها 12 مستوطنة في القدس. تم تأسيس أول مستوطنة في هذه الفترة في الخليل (مستوطنة “كفار عتصيون”) في عام 1967، ثم تلتها مستوطنة “كريات أربع” في جنوب بيت لحم في 1968.
  • المرحلة الثانية (1977-1990): السيطرة على جبال الضفة الغربية

    بدأت هذه المرحلة بعد وصول حزب الليكود اليميني إلى السلطة في إسرائيل عام 1977، وهو الحزب الذي قاد الائتلاف الحكومي الإسرائيلي في تلك الفترة. مع هذا التغيير في القيادة، شهدت سياسة الاستيطان في الضفة الغربية تحولًا جوهريًا. انتقلت الاستراتيجية من التركيز الأساسي على الأغراض الأمنية إلى أهداف أكثر ارتباطًا بالجوانب العقائدية و الدينية، مدفوعة بالتصورات الصهيونية حول “أرض إسرائيل الكبرى”. وقد تركزت هذه المرحلة بشكل كبير على السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي في الضفة الغربية، خصوصًا المناطق الجبلية الاستراتيجية.

    الأهداف الاستيطانية في المرحلة الثانية:

    1. السيطرة الجغرافية:
      • سعت إسرائيل إلى تعزيز سيطرتها على الضفة الغربية من خلال الاستيطان في المواقع الأكثر استراتيجية. الهدف لم يكن فقط تحقيق الأغراض العسكرية، بل كان التوسع الجغرافي ضروريًا أيضًا لتحقيق تواصل بين المستوطنات وضمان تواصلها الجغرافي مع الحدود الإسرائيلية.
      • كان هذا التوسع يهدف إلى إحكام السيطرة على معظم المساحات المفتوحة من الضفة الغربية، بما في ذلك الأراضي الزراعية، مما يعزز الوجود الإسرائيلي في هذه المناطق بشكل دائم.
    2. الاستيطان في المناطق الجبلية:
      • تم التركيز على المناطق الجبلية في الضفة الغربية باعتبارها مواقع استراتيجية تتحكم في المنطقة بشكل عام. تلك المناطق، التي تمثل غالبية مساحة الضفة الغربية، كانت تتمتع بأهمية دفاعية كبيرة، مما جعلها مناطق ذات أولوية للاحتلال.
      • العديد من هذه المناطق كانت تحتوي على أراضٍ زراعية خصبة، ما جعلها جذابة للاستيطان، حيث استفاد المستوطنون من هذه الأراضي في بناء مستوطنات مدعومة بتسهيلات زراعية واقتصادية.
    3. عزل المناطق الفلسطينية:
      • واحدة من الاستراتيجيات الرئيسية التي تبنتها إسرائيل في هذه المرحلة كانت عزل المناطق الفلسطينية. تم إنشاء كتل استيطانية كبيرة في وسط المناطق الفلسطينية، وهو ما أسهم في تفتيت الأراضي الفلسطينية وعزل التجمعات السكانية الفلسطينية عن بعضها.
      • الهدف من هذه الاستراتيجية كان تقليل التواصل الجغرافي بين القرى الفلسطينية و فصل المناطق الفلسطينية عن بعضها، مما يحد من إمكانية بناء دولة فلسطينية متواصلة ومتصلة جغرافيًا.

    التوسع الاستيطاني في هذه المرحلة:

    • مع بداية فترة حكم الليكود، بدأت إسرائيل في بناء مستوطنات جديدة في مناطق الجبال الوسطى والشمالية للضفة الغربية. هذا التوسع جاء في إطار مشاريع استيطانية ضخمة كانت تسعى لتغيير الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية بشكل كامل.
    • مستوطنة “عوفرا” و “علي”، وكذلك مستوطنة “بيت إيل”، هي أمثلة على المستوطنات التي أُنشئت في هذه الفترة، والتي تُعتبر مناطق استراتيجية تؤمن لإسرائيل سيطرة دائمة على الأراضي الجبلية المحورية في الضفة الغربية.
    • الاستيطان في جبل الخليل و جبل نابلس كان جزءًا من هذا التوسع، حيث تم بناء مستوطنات على قمم الجبال والمرتفعات التي تتحكم في الطرق والمناطق الزراعية.

    النتائج على الأرض:

    • بحلول نهاية هذه الفترة، كان قد تم بناء العديد من المستوطنات الكبرى التي أصبحت تشكل كتل استيطانية متصلة، مما جعل من الصعب فصل هذه المستوطنات عن بعضها أو إيجاد حل ديموغرافي أو سياسي يضمن دولة فلسطينية ذات سيادة.
    • حواجز و طرق التفافيّة، تمثل أيضًا جزءًا من استراتيجية إسرائيل في عزل المناطق الفلسطينية. تم بناء هذه الطرق لتسهيل التنقل بين المستوطنات الإسرائيلية، ولكنها في الوقت ذاته كانت تعزل السكان الفلسطينيين عن بعضها البعض.

    الخطين المتوازيين للاستيطان:

    1. الاستيطان في قلب المدن الفلسطينية:
      • تمركز الاستيطان في المناطق الفلسطينية ذات الكثافة السكانية العالية مثل نابلس و رام الله. كانت إسرائيل تسعى إلى إقامة مستوطنات كبيرة وكتل استيطانية معزولة داخل هذه المناطق لتفريق التجمعات السكانية الفلسطينية وتعزيز التواجد الإسرائيلي في قلب الضفة الغربية.
      • الهدف من هذا النوع من الاستيطان كان خلق فصل جغرافي بين الفلسطينيين داخل مدنهم وبلداتهم، مما يصعب إقامة دولة فلسطينية متواصلة. وفي هذه المناطق، غالبًا ما كانت المستوطنات تقوم على أراضٍ استراتيجية، مما يضمن لإسرائيل سيطرة على الموارد الطبيعية والطرق الأساسية.
    2. الاستيطان في المناطق الجبلية المتناثرة:
      • في هذه المرحلة، تم إنشاء مستوطنات أصغر وأقل كثافة في المناطق الجبلية الممتدة على مساحات شاسعة من الضفة الغربية، مثل الجبال المحيطة بنابلس والخليل. تم تصميم هذه المستوطنات لتغطية أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الإستراتيجية.
      • الهدف هنا كان إحكام السيطرة على المناطق الواسعة والمناطق التي تقع فيها الموارد الطبيعية المهمة، مثل المياه، وكذلك لضمان تأثير قوي للمستوطنات على التوازن الديموغرافي والجغرافي للضفة الغربية.

    الأنشطة الاستيطانية في هذه الفترة:

    1. حركة “غوش إمونيم”:
      • تأسست حركة “غوش إمونيم” في السبعينيات، وهي حركة صهيونية دينية متطرفة دعمت بشدة فكرة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. تبنت الحركة فكرًا يهدف إلى تحقيق “أرض إسرائيل الكبرى”، التي تشمل الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
      • لعبت “غوش إمونيم” دورًا محوريًا في نشر ثقافة الاستيطان والتوسع في الضفة الغربية، حيث كانت تدعو إلى إقامة مستوطنات يهودية في المناطق التي تعتبرها جزءًا من “أرض إسرائيل”. كما عملت على الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ هذه المشاريع الاستيطانية.
      • كان لهذه الحركة تأثير بالغ في إقناع الحكومة الإسرائيلية بضرورة بناء مستوطنات في القدس الشرقية و الأغوار والمناطق الإستراتيجية الأخرى في الضفة الغربية.
    2. الاستيطان في نابلس ورام الله:
      • في عام 1977، تم تأسيس العديد من المستوطنات الكبرى في منطقتي نابلس و رام الله. من أبرز هذه المستوطنات:
        • “عوفرا”: واحدة من أولى المستوطنات التي تأسست في هذه المناطق.
        • “كيدوميم”: مستوطنة أخرى أقيمت في شمال الضفة الغربية بالقرب من نابلس.
        • “معاليه أدوميم”: تعد واحدة من أكبر المستوطنات في الضفة الغربية.
      • أصبحت هذه المستوطنات نقاط تمركز رئيسية، ما ساهم في زيادة الاستيطان الإسرائيلي في قلب الأراضي الفلسطينية وفرض الوجود الإسرائيلي في مناطق جغرافية مهمة.

    التوسع الاستيطاني في هذه الفترة:

    • في هذه المرحلة، شهدت المستوطنات توسعًا كبيرًا في الضفة الغربية، خاصة في المناطق الجبلية الاستراتيجية التي تمثل نقاط التواصل الجغرافي بين المستوطنات الإسرائيلية.
    • كما كان هناك زيادة في عدد المستوطنات الصغيرة والمتناثرة التي تعزز من الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما جعل من الصعب تصور إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة في المستقبل.
    • مستوطنات مثل “عوفرا” و “كيدوميم” أصبحت مراكز نفوذ ومناطق استراتيجية، مما ساهم في تقييد الحركة الفلسطينية في هذه المناطق.

المرحلة الثانية (1977-1990): السيطرة على جبال الضفة الغربية – التوسع الاستيطاني والمشاريع الاستراتيجية

مع وصول حزب الليكود إلى السلطة في عام 1977، بدأ التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية يتخذ طابعًا استراتيجيًا أكثر طموحًا. لم يعد الاستيطان مقتصرًا على الأهداف العسكرية البحتة، بل أصبح يهدف إلى تحقيق أهداف دينية وتاريخية وجغرافية مرتبطة بمشروع “أرض إسرائيل الكبرى”، الذي يسعى إلى ضم الضفة الغربية وتوسيع حدود دولة الاحتلال.

مشروع “فوخمان” (العمود الفقري المزدوج)

من أبرز المشاريع الاستيطانية التي تبناها حزب الليكود في هذه الفترة هو مشروع “فوخمان” أو ما يُعرف بـ “العمود الفقري المزدوج”. تم تعديل هذا المشروع في وقت لاحق على يد أرييل شارون، الذي كان يشغل منصب وزير الزراعة في تلك الفترة. وكان الهدف الرئيسي للمشروع هو تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية وتقسيم الأراضي الفلسطينية إلى مناطق معزولة، ما يساهم في عزل التجمعات الفلسطينية عن بعضها البعض.

أهداف مشروع “فوخمان”

  1. العمود الأول:
    • يمتد على طول السهل الساحلي من الشمال إلى الجنوب، ويربط الأراضي المحتلة في عام 1948 مع الضفة الغربية. كانت هذه المنطقة تعتبر حساسة استراتيجيًا، حيث تجمع بين الأراضي الزراعية الخصبة والموقع الجغرافي المهم.
  2. العمود الثاني:
    • يمتد من مرتفعات الجولان في الشمال حتى شرم الشيخ في الجنوب. وكان الهدف من هذا العمود هو تكثيف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية في جميع مناطق الضفة الغربية، بهدف توسيع السيطرة الإسرائيلية على المنطقة.

التوسع في المناطق الجبلية

  • ركز المشروع على المناطق الجبلية في الضفة الغربية، بما في ذلك السفوح الشرقية والغربية، وهي أراضٍ تعد استراتيجية للغاية نظرًا لأهميتها الزراعية والاقتصادية.
  • كان الهدف من التركيز على هذه المناطق هو تقسيم الأراضي الفلسطينية وتوفير صلة جغرافية بين المستوطنات الإسرائيلية من خلال إنشاء مستوطنات متقاربة، ما يُصعب أي محاولة لإقامة دولة فلسطينية متواصلة.

الاستيطان في المناطق الزراعية والإستراتيجية

  • اهتم مشروع “فوخمان” بشكل خاص بالمناطق الزراعية المهمة في الضفة الغربية، حيث تم تأسيس مستوطنات في المناطق التي توفر موارد طبيعية هامة مثل المياه والأراضي الزراعية الخصبة.
  • كانت هذه المستوطنات تشكل جزءًا من “جغرافيا الاحتلال” التي تهدف إلى إحكام السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية وتوزيع المستوطنات بشكل يمنع أي تواصل جغرافي بين الفلسطينيين.

هدف التوسع الاستيطاني: تفتيت الجغرافيا الفلسطينية

  • كان الهدف الأساسي من هذه المرحلة هو منع التواصل الجغرافي بين التجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال بناء كتل استيطانية معزولة في أماكن استراتيجية.
  • كان هذا التوسع الاستيطاني يهدف إلى تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى مناطق معزولة ومتفرقة، مما يضعف قدرة الفلسطينيين على التحرك أو إقامة دولة متواصلة.

نتائج المشروع الاستيطاني:

  • بحلول عام 1990، شهدت الضفة الغربية زيادة كبيرة في عدد المستوطنات، التي بدأت تؤثر بشكل كبير على التوزيع السكاني والاقتصادي في المنطقة.
  • كما أسهمت هذه السياسة في تحقيق أهداف الحركة الصهيونية، بتوسيع السيطرة الإسرائيلية على أراضٍ كبيرة من الضفة الغربية، وهو ما كان يتماشى مع الرؤية العقائدية لحزب الليكود حول “أرض إسرائيل الكبرى”.

استراتيجية الاستيطان في المرحلة الثانية (1977-1990)

شهدت المرحلة الثانية من الاستيطان في الضفة الغربية توسعًا استيطانيًا كبيرًا، مع تبني إسرائيل استراتيجيات جديدة لزيادة عدد المستوطنات وتكثيف وجودها في المناطق الاستراتيجية. تم تصميم هذه السياسات لتكريس السيطرة على الأراضي الفلسطينية من خلال مجموعة من التكتيكات التي تهدف إلى فصل التجمعات الفلسطينية ودمج المستوطنات في كتل استيطانية ضخمة، مما يرسخ هيمنة إسرائيل على الضفة الغربية.

استراتيجيات الاستيطان الرئيسية

  1. إقامة مستوطنات بين التجمعات الفلسطينية:
    • كانت إحدى الأهداف الرئيسة لإسرائيل في هذه المرحلة هي عزل المدن الفلسطينية عن بعضها البعض، مما يسهم في فصل الأجزاء المختلفة من الضفة الغربية، ويحد من قدرتها على التواصل الجغرافي. تم إنشاء مستوطنات في المناطق التي تفصل بين المدن الفلسطينية، بحيث تؤدي إلى تفتيت الأراضي الفلسطينية إلى جيوب معزولة، ما يعيق إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ومتواصلة.
  2. الاستيطان في المناطق المتاخمة للخط الأخضر:
    • استهدفت عمليات الاستيطان أيضًا المناطق القريبة من الخط الأخضر (الحدود بين الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948)، وهي المناطق التي تتاخم دولة الاحتلال. كان الهدف من ذلك هو تعديل الحدود بشكل تدريجي، بحيث يختفي الخط الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية. هذا كان يهدف إلى تعزيز فكرة أرض إسرائيل الكبرى من خلال ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل ودمجها في الكيان الإسرائيلي بشكل دائم.
  3. الطابع الحضري للمستوطنات:
    • كانت المستوطنات التي أنشئت في هذه المرحلة ذات طابع حضري، حيث ضمت مستوطنين من خلفيات اجتماعية وثقافية متنوعة. على عكس المستوطنات في المرحلة الأولى التي كانت تقتصر غالبًا على الجنود السابقين أو المزارعين، كانت المستوطنات الجديدة في هذه الفترة تستقطب مستوطنين بأيديولوجيات متنوعة. كثير من هؤلاء المستوطنين كانوا يعملون في مدن إسرائيل (الأراضي المحتلة عام 1948)، وكانوا يشكلون جزءًا من الحركة الاستيطانية المتزايدة، ما ساهم في تنوع المجتمع الاستيطاني وزيادة الوجود الإسرائيلي في المنطقة.
  4. التوسع في تكوين الكتل الاستيطانية:
    • ركزت السياسة الاستيطانية على تشكيل كتل استيطانية مترابطة، حيث تم إنشاء مستوطنات صغيرة ولكنها مترابطة بشكل عضوي، مع توفير الخدمات والبنية التحتية اللازمة لضمان استدامتها. كان الهدف هو دمج هذه المستوطنات الصغيرة في مستوطنات أكبر وأضخم، ما يسهم في توسيع السيطرة الإسرائيلية وتعزيز قدرة الاحتلال على التحكم في الأراضي الفلسطينية.
  5. تسارع التوسع الاستيطاني:
    • بحلول عام 1990، وصل عدد المستوطنات في الضفة الغربية إلى 140 مستوطنة، بينما بلغ عدد المستوطنين نحو 221,348 مستوطنًا. هذا التوسع الكبير يمثل أكبر موجة من بناء المستوطنات في الضفة الغربية حتى ذلك الوقت، حيث تحولت المستوطنات من نقاط استيطانية صغيرة إلى مدن استيطانية كبيرة تشكل جزءًا أساسيًا من الهيمنة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.

خلاصة:

شهدت المرحلة الثانية من الاستيطان في الضفة الغربية توسعًا غير مسبوق، حيث تم تبني استراتيجيات جديدة لزيادة عدد المستوطنات وتكثيف الاستيطان في المناطق الجبلية والمناطق المتاخمة للخط الأخضر. كما تم التركيز على إنشاء كتل استيطانية مترابطة وتشكيل مدن استيطانية حضرية لضمان استمرارية المشروع الاستيطاني. كانت هذه الاستراتيجيات جزءًا من خطة إسرائيلية لتفتيت الأراضي الفلسطينية، عزل التجمعات الفلسطينية، ومنع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة ومتواصلة جغرافيًا.

    1. زيادة أعداد المستوطنين:
      • تم جذب مزيد من المستوطنين إلى المستوطنات القائمة، خاصة مع تدفق اليهود الروس إلى إسرائيل خلال هذه الفترة. قدّمت الحكومة الإسرائيلية حوافز اقتصادية واجتماعية للمستوطنين الجدد، من بينها الدعم المالي والإعفاءات الضريبية، لتشجيع الاستيطان في هذه المستوطنات.
    2. زيادة رقعة البناء:
      • استمرت سلطات الاحتلال في توسيع المستوطنات القائمة من خلال بناء أحياء جديدة داخل المستوطنات. هذا التوسع شمل إنشاء مباني سكنية جديدة، ومرافق عامة، ومدارس، ما أدى إلى زيادة كثافة السكان داخل المستوطنات نفسها. وبالتالي، كان هذا التوسع يساهم في تغيير التركيبة السكانية في الضفة الغربية وجعل من الصعب العودة عن هذه التغييرات في أي تسوية مستقبلية.
    3. شَق الطرق الالتفافية:
      • قامت إسرائيل بتوسيع شبكة الطرق الالتفافية التي خصصت للمستوطنين لربط المستوطنات ببعضها البعض، بالإضافة إلى ربطها مع المدن الرئيسية في داخل إسرائيل. كان الهدف من هذه الطرق هو تسهيل التنقل بين المستوطنات، وتعزيز التكامل بينها بحيث تصبح مترابطة بشكل يسمح بتعزيز وجود الاحتلال العسكري والسياسي في الضفة الغربية. كما أدت هذه الطرق إلى فصل الفلسطينيين عن بعضهم البعض، مما يصعب تنقلهم بين مناطق الضفة الغربية.المرحلة الثالثة (1990-1996): “تسمين المستوطنات”

        خلال هذه المرحلة، ومع بداية المفاوضات السلمية بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال، وخاصة بعد مؤتمر مدريد عام 1991 و اتفاق أوسلو عام 1993، شهدت السياسة الاستيطانية تغييرات جزئية، لكنها لم تتوقف. رغم التوقعات بتراجع التوسع الاستيطاني مع بدء المحادثات، استمرت إسرائيل في سياستها الاستيطانية، ولكن بتكتيك مختلف. بدلاً من التركيز على إنشاء مستوطنات جديدة، كانت السياسة تتمثل في تسمين المستوطنات القائمة وتوسيع نطاقها، في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض يصعب تغييره في أي تسوية مستقبلية.

        الضغط الدولي والمفاوضات:

        خلال هذه الفترة، كان هناك ضغط دولي كبير على إسرائيل، خاصة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من أجل دفع العملية السلمية. هذا الضغط تجسد في مؤتمر مدريد الذي عقد في 1991، والذي ضم أطرافًا متعددة بما فيها إسرائيل والفلسطينيين، وكذلك اتفاق أوسلو في 1993، الذي كان من المفترض أن يمهد الطريق لحل الدولتين.

        ورغم هذه التطورات الدبلوماسية، لم تكن السياسة الاستيطانية الإسرائيلية قد تغيرت بشكل جذري. بينما كانت المحادثات تأمل في تقديم حلول سلمية، أظهرت الحكومة الإسرائيلية عدم استعدادها لتجميد الاستيطان بشكل فعلي. ورغم تراجع بناء مستوطنات جديدة في بعض الحالات بسبب الضغط الدولي، استمرت سلطات الاحتلال في تعزيز المستوطنات الموجودة من خلال توسيعها وزيادة كثافة السكان فيها.

        تسمين المستوطنات:

        في هذه المرحلة، لم تكن إسرائيل بحاجة إلى إنشاء مستوطنات جديدة بالقدر الذي كانت عليه في السابق. بدلاً من ذلك، اعتمدت سياسة “تسمين” المستوطنات من خلال مجموعة من الإجراءات:

    الانتقال بين الأحزاب وتأثيره:

    في عام 1995، بعد اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين على يد أحد اليهود المتشددين، حدث تحول سياسي كبير في إسرائيل مع انتقال السلطة من حكومة حزب العمل إلى حكومة اليمين بقيادة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو. هذا التحول كان له تأثير كبير على السياسة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية. في حين كان حزب العمل في فترة حكمه يتبنى نهجًا أكثر حذرًا فيما يتعلق بالاستيطان بسبب التفاوض مع الفلسطينيين، فإن حكومة اليمين اتبعت سياسة أكثر تشددًا و التوسع الاستيطاني على الأرض.

    رغم الضغوط الدولية، التي كانت تدعو إلى تجميد النشاط الاستيطاني كجزء من عملية السلام، إلا أن سياسة التوسع الاستيطاني استمرت بوتيرة أسرع، وحدثت زيادة كبيرة في عدد المستوطنات والتوسع في المناطق المستهدفة. هذا التوسع كان في بعض المناطق الحساسة التي كانت جزءًا من استراتيجيات الحصار والتقطيع للأراضي الفلسطينية.

    العدد الإجمالي للمستوطنين:

    بحلول عام 1995، وفقًا للتقديرات الفلسطينية الرسمية، وصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى 296,959 مستوطنًا. هذا العدد الكبير من المستوطنين في تلك الفترة جاء نتيجة للسياسات الاستيطانية المستمرة، رغم أن هناك سنوات مثل 1992 و1993 و1995 التي شهدت توقفًا نسبيًا في بناء مستوطنات جديدة نتيجة لمفاوضات السلام. لكن التوسع في المستوطنات القائمة كان جليًا، حيث كانت سلطات الاحتلال تواصل توسيع المستوطنات و زيادة أعداد المستوطنين فيها، ما كان يعد مؤشرًا على استمرار سياسة الاستيطان بشكل مكثف.

    المرحلة الرابعة (1996-2017): البؤر الاستيطانية والتوسع

    بدأت المرحلة الرابعة من الاستيطان في الضفة الغربية بعد اتفاقات أوسلو عام 1993، وهي فترة شهدت تحولًا كبيرًا في الاستيطان الإسرائيلي، حيث تم التركيز بشكل خاص على إنشاء البؤر الاستيطانية غير الشرعية. هذه البؤر كانت تهدف إلى تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في الضفة الغربية، ما يشكل عائقًا أمام أي انسحاب محتمل أو تطبيق حل الدولتين.

    البؤر الاستيطانية غير الشرعية:

    البؤر الاستيطانية هي مستوطنات صغيرة غير مرخصة بشكل رسمي من قبل الحكومة الإسرائيلية، لكنها تعتبر جزءًا من المخططات الاستيطانية الكبرى التي دعمها حزب الليكود ومؤسسات الاستيطان. هذه البؤر كانت تُنشأ في مناطق مفترقة من الأراضي الفلسطينية، بشكل يهدف إلى منع التواصل الجغرافي بين المدن الفلسطينية.

    أُقيمت العديد من هذه البؤر بشكل غير قانوني بموجب القانون الإسرائيلي، ولكنها كانت مدعومة من مجلس المستوطنات “يشع”، وهو الجسم المسؤول عن تنسيق الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية. وقد كانت بعض هذه البؤر تُنشأ على أراضٍ خاصة فلسطينية، مستغلة في ذلك فوضى الأوضاع السياسية والرقابة المحدودة من قبل السلطة الفلسطينية في المناطق التي لا تخضع لها مباشرة.

    الهدف الاستراتيجي:

    كانت السياسة الإسرائيلية في هذه المرحلة تهدف إلى تغيير الواقع الجغرافي من خلال:

    1. تقسيم الضفة الغربية إلى عدة مناطق لا يمكن للفلسطينيين أن يتواصلوا فيها. كان هذا يتم عبر نقل المستوطنين إلى مناطق استراتيجية لخلق ما يشبه الكتل الاستيطانية الكبيرة التي تحيط بالمناطق الفلسطينية.
    2. توسيع البؤر الاستيطانية التي تم تأسيسها، بهدف تثبيت الاحتلال على الأرض ومنع أي انسحاب مستقبلي أو حلول سلمية قد تؤدي إلى استعادة الفلسطينيين للأراضي.
    3. إضفاء شرعية على المستوطنات عبر التوسع فيها وزيادة أعداد المستوطنين، وبناء مرافق وبنية تحتية لتسهيل الحياة اليومية للمستوطنين، مما يعزز فكرة أن تلك المستوطنات ستبقى جزءًا من دولة الاحتلال.

    التوسع في المستوطنات:

    خلال هذه المرحلة، واصلت إسرائيل توسيع المستوطنات القائمة بشكل كبير، مع التركيز على المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية في الضفة الغربية مثل الأغوار و القدس الشرقية، حيث كانت هذه المناطق تشهد مشاريع استيطانية مستمرة لضمان بقاء السيطرة الإسرائيلية عليها.

  • المخطط السري “العملية المضاعفة”

    بعد توقيع اتفاق أوسلو في عام 1993، وهو الاتفاق الذي كان من المفترض أن يفضي إلى تسوية سلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بدأ عدد من المسؤولين الإسرائيليين في تنفيذ خطط استراتيجية تهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ومن أبرز هذه الخطط كان المخطط السري “العملية المضاعفة” الذي وضعه موشيه فيغلين، عضو اللجنة المركزية في حزب الليكود، بالتعاون مع مجلس المستوطنات “يشع”.

    الهدف من المخطط كان إقامة 130 مستوطنة جديدة في المناطق التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، بما في ذلك الضفة الغربية و القدس الشرقية. وتم تصميم هذا المخطط على أساس إقامة مجموعات استيطانية صغيرة في المناطق المستهدفة، على أن تتحول هذه المجموعات في مرحلة لاحقة إلى مستوطنات مكتملة. الهدف النهائي من هذه الاستراتيجية كان منع انسحاب الاحتلال من الضفة الغربية عبر إقامة “حواجز” جغرافية تمنع التواصل الجغرافي بين المناطق الفلسطينية وتصبح جزءًا من البنية التحتية الإسرائيلية الدائمة.

    الاستراتيجية وراء “العملية المضاعفة”:

    • إقامة مستوطنات جديدة في مواقع استراتيجية بهدف تقسيم الضفة الغربية إلى مناطق معزولة عن بعضها البعض.
    • تحويل المستوطنات الصغيرة إلى مستوطنات مكتملة عبر زيادة عدد المستوطنين والبنية التحتية.
    • مضاعفة عدد المستوطنات في الضفة الغربية بشكل يعزز السيطرة الإسرائيلية على الأرض.

    البؤر الاستيطانية غير الشرعية

    البؤر الاستيطانية هي تجمعات استيطانية صغيرة يتم إنشاؤها غالبًا بدون تراخيص رسمية من الحكومة الإسرائيلية، لكنها تحظى بدعم سياسي ومالي قوي من قبل الحكومة والمستوطنين. هذه البؤر لا تعتبر مستوطنات قانونية حسب القوانين الإسرائيلية، لكنها تُعتبر جزءًا من سياسات التوسع الاستيطاني التي تهدف إلى ترسيخ وجود إسرائيل في الضفة الغربية.

    أهداف البؤر الاستيطانية:

    1. تواصل جغرافي بين المستوطنات:
      • تعمل هذه البؤر على ربط المستوطنات المتباعدة، مما يساعد على إنشاء شبكة استيطانية متواصلة تعزز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي وتمنع التوسع الفلسطيني بين هذه المستوطنات.
    2. السيطرة على المرتفعات الإستراتيجية:
      • غالبًا ما تُبنى البؤر الاستيطانية في المناطق الجبلية الوعرة التي تعتبر ذات أهمية استراتيجية من حيث الدفاع، وكذلك من أجل السيطرة الجغرافية على الأراضي المحيطة بها.
    3. تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي:
      • تسهم البؤر الاستيطانية في تغيير الواقع السكاني في الضفة الغربية عبر زيادة التواجد اليهودي في مناطق فلسطينية. هذا التغيير يؤدي إلى صعوبة تنفيذ أي حلول سياسية تتعلق بالحدود أو إعادة الأراضي الفلسطينية، ويخلق واقعًا ديمغرافيًا يصعب تغييره في المستقبل.

    التأثيرات الاستراتيجية للبؤر الاستيطانية:

    • تغيير الواقع الجغرافي: من خلال إقامة هذه البؤر، يتم تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى مناطق معزولة عن بعضها البعض، ما يُصعّب على الفلسطينيين التواصل بين المدن والمناطق السكنية.
    • الهيمنة العسكرية: البؤر الاستيطانية تكون في غالب الأحيان في أماكن استراتيجية، مما يعزز الوجود العسكري الإسرائيلي على الأرض، حيث تُستخدم كمواقع مراقبة وحواجز عسكرية.

    تسارع التوسع الاستيطاني (1996-1999)

    بين عامي 1996 و1999، شهدت الضفة الغربية تزايدًا ملحوظًا في إقامة البؤر الاستيطانية من قبل المستوطنين، رغم الضغوط الدولية والقرارات الحكومية الإسرائيلية. ففي هذه الفترة، أنشأ المستوطنون عشرات البؤر الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستفيدين من الدعم السياسي والمالي الإسرائيلي. وعلى الرغم من بعض القرارات الحكومية في فترة حكومة إيهود باراك (1999-2001) التي دعت إلى إزالة بعض هذه البؤر، لم يتم تنفيذ هذه القرارات بشكل فعلي، بل تم تحويل بعض البؤر إلى مواقع عسكرية أو أعيدت إلى المستوطنين لاحقًا.

    البؤر الاستيطانية كأداة للضغط

    تشكل البؤر الاستيطانية جزءًا من استراتيجية الضغط الجغرافي والديمغرافي التي تستخدمها إسرائيل لتعزيز قبضتها على الأراضي الفلسطينية، خاصة في المناطق التي يمكن أن تصبح جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية في حال تم الوصول إلى حل سياسي. يتم استخدامها كأداة لخلق واقع جغرافي يصعب تغييره في أي مفاوضات سياسية مستقبلية.

    أهداف البؤر الاستيطانية:

    1. الضغط الجغرافي والديمغرافي: يتم من خلال هذه البؤر إنشاء تكتلات سكانية تساهم في عزل المناطق الفلسطينية عن بعضها، ما يجعل الوجود الفلسطيني أقل تأثيرًا في المناطق المستهدفة.
    2. تحقيق تواصل جغرافي بين المستوطنات: تعمل البؤر على ربط المستوطنات المتباعدة، مما يساعد في تعزيز الحضور الإسرائيلي في الأراضي المحتلة ويقلل من احتمالات انسحاب الاحتلال منها.
    3. تحويل الواقع الجغرافي: تمثل البؤر الاستيطانية محاولات لتغيير الواقع الجغرافي في الضفة الغربية، بحيث تُقيد أي حلول سلمية مستقبلية عبر خلق واقع دائم من خلال السيطرة على أراضٍ استراتيجية.

    النتائج والآثار

    أدت هذه البؤر الاستيطانية إلى زيادة التوترات بين الفلسطينيين والمستوطنين. حيث تواجه المناطق القريبة من هذه البؤر مقاومة شديدة من الفلسطينيين، الذين يرون أن هذه المستوطنات تهدد مستقبلهم وتقلل من المساحات المتاحة لهم.

    تسببت البؤر الاستيطانية في تقليص الأراضي المتاحة للفلسطينيين، وتقطيع أوصال الضفة الغربية إلى مناطق معزولة عن بعضها، مما يزيد من صعوبة الوصول إلى حلول سلمية أو تسوية سياسية للصراع. إذ تخلق هذه البؤر تعقيدات كبيرة في أي مفاوضات مستقبلية بشأن الأراضي وحقوق الفلسطينيين.

تنامي الاستيطان خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية

في عام 2000، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية (الانتفاضة الأقصى)، والتي أحدثت تحولًا كبيرًا في سياسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي. حيث اقتنع قادة إسرائيل أن الفرصة أصبحت مهيأة لزيادة السيطرة على أكبر قدر ممكن من أراضي الضفة الغربية، مع إبقاء الفلسطينيين في مناطق معزولة (كانتونات) على أقصى قدر من الأراضي المتبقية. هذا التحول في السياسة الإسرائيلية تزامن مع تصاعد التوترات والعنف في الأراضي المحتلة، مما جعل الحكومة تتخذ خطوات استيطانية أكثر جموحًا.

توسيع البؤر الاستيطانية تحت قيادة أرييل شارون

عندما تولى أرييل شارون رئاسة الحكومة الإسرائيلية في عام 2001، شهدت الضفة الغربية زيادة كبيرة في عدد البؤر الاستيطانية. كان شارون معروفًا بمواقفه المتشددة تجاه الاستيطان، وعمد إلى توسيع هذه البؤر بشكل كبير، مستغلًا الظروف الأمنية الناتجة عن الانتفاضة.

  • إقامة عشرات البؤر الاستيطانية: في هذه الفترة، قام المستوطنون بإقامة العديد من البؤر الاستيطانية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، خاصة في الأراضي التي يعتبرها الاحتلال ذات أهمية استراتيجية. كما أُقيمت العديد من المستوطنات الصغيرة التي يتم توسيعها بشكل غير قانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
  • الدعم الحكومي الواسع: كان للحكومة الإسرائيلية دور حاسم في دعم هذه المشاريع الاستيطانية، حيث قامت بتوفير الاحتياجات الأمنية و اللوجستية لتلك البؤر الاستيطانية. ساهمت الوزارات والجيش الإسرائيلي بشكل فعال في دعم التوسع الاستيطاني، ما جعل هذه المشاريع تحظى برعاية كاملة من الدولة.
  • التأثير العسكري: كانت هذه البؤر الاستيطانية مدعومة بتعزيزات عسكرية، إذ جرى تأمينها بمواقع عسكرية كبيرة وطرق خاصة، مما كان له أثر في تحكم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية وتعزيز تواجده العسكري في الضفة الغربية.

تشريع البؤر الاستيطانية تحت حكم بنيامين نتنياهو

في عام 2009، تولى بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وبدأت سياسة تشريع العديد من البؤر الاستيطانية، خصوصًا في الضفة الغربية، والتي كانت سابقًا تعتبر غير قانونية وفقًا للقوانين الإسرائيلية نفسها.

  • العملية القانونية لتثبيت البؤر الاستيطانية: بدأ نتنياهو بتقديم هذه البؤر الاستيطانية غير الرسمية كمستوطنات رسمية تحت رعاية الحكومة الإسرائيلية، ما يساهم في تقوية الوجود الاستيطاني في الضفة الغربية. تم تفعيل إجراءات قانونية بهدف شرعنة البؤر وتحويلها إلى مستوطنات معترف بها من قبل الحكومة، ما يعني تخصيص مزيد من الدعم المالي واللوجستي لهذه المستوطنات.
  • الضغوط الدولية والإقليمية: على الرغم من تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف الاستيطان، فقد استمرت الحكومة في تعميق الاستيطان في الضفة الغربية. كانت هذه السياسات تهدف إلى تقويض أي فرص لحل الدولتين، وتغيير الحقائق على الأرض بما يصعب الوصول إلى تسوية سلمية.
  • زيادة التوسع في الأراضي الفلسطينية: استمر التوسع الاستيطاني خلال فترة حكم نتنياهو، حيث تم توسيع العديد من المستوطنات القائمة وإنشاء مستوطنات جديدة، مع توظيف آليات قانونية لتوسيع السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.

النتائج والآثار

تسبب التوسع الاستيطاني الكبير الذي حدث خلال هذه الفترة في تعقيد الوضع السياسي والاقتصادي في الضفة الغربية. من أبرز النتائج:

  • زيادة العزلة الجغرافية للفلسطينيين: جعل التوسع الاستيطاني الأراضي الفلسطينية مقسمة بشكل أكبر، ما أضعف قدرة الفلسطينيين على إقامة دولتهم المستقلة.
  • تفاقم التوترات: أدى التوسع إلى تصاعد التوترات بين الفلسطينيين والمستوطنين، كما أسهم في تفاقم العنف والمواجهات.
  • تعقيد العملية السياسية: فشلت العملية السلمية بشكل كبير بعد هذه المراحل، حيث أن الواقع الاستيطاني على الأرض جعل من الصعب التوصل إلى اتفاقيات سلمية مع الفلسطينيين.

الانتشار الجغرافي للبؤر الاستيطانية

بين عامي 1998 و 2007، شهدت الضفة الغربية انتشارًا واسعًا للبؤر الاستيطانية. في تلك الفترة التي كان يرأس فيها أرييل شارون الحكومة الإسرائيلية، قام المستوطنون بإقامة نحو 50% من إجمالي البؤر الاستيطانية في تلك الحقبة. وقد كانت هذه البؤر تنتشر في العديد من المحافظات الفلسطينية، لكن النسبة الأكبر كانت في رام الله والبيرة و نابلس و الخليل. في هذه المحافظات، شكلت البؤر الاستيطانية ما يقارب 64% من إجمالي البؤر في الضفة الغربية، مما يشير إلى تركيز الاستيطان في مناطق ذات أهمية استراتيجية.

  • رام الله والبيرة: كانت هذه المنطقة من أكثر المناطق التي شهدت التوسع الاستيطاني، حيث أُقيمت بؤر استيطانية صغيرة على أراضٍ فلسطينية خاصة، مما عزل العديد من التجمعات السكانية الفلسطينية.
  • نابلس والخليل: كانت هذه المناطق أيضًا هدفًا رئيسيًا للبؤر الاستيطانية، حيث تشكل مواقعها الجغرافية أهمية كبيرة من الناحية الأمنية والعسكرية، مما يعزز استيلاء الاحتلال على الأراضي المحيطة.

قانون التسوية 2017

في عام 2017، أقر الكنيست الإسرائيلي ما يُعرف بـ ” قانون التسوية“، وهو قانون يسمح بتسوية أوضاع المستوطنات والبؤر الاستيطانية المبنية على أراضٍ فلسطينية خاصة، حيث يتم اعتبار هذه الأراضي جزءًا من “الملكية العامة” للإسرائيليين. هذا القانون أتاح استخدام الأراضي الفلسطينية الخاصة التي بُنيت عليها مستوطنات وبؤر استيطانية، مما أدى إلى تشريع 4,000 وحدة سكنية في 55 بؤرة استيطانية كانت موجودة على أراض فلسطينية خاصة.

  • تأثير القانون: كان لهذا القانون تأثير كبير في تعزيز الاستيطان بشكل رسمي، حيث قام بتحويل العديد من المستوطنات غير القانونية إلى مستوطنات معترف بها رسميًا. هذا الأمر سهل عملية توسع المستوطنات في الضفة الغربية وزاد من تعقيد الوضع الجغرافي والديمغرافي.
  • الترسيخ الدائم للاستيطان: يعتبر هذا القانون خطوة إضافية في استراتيجية إسرائيل لترسيخ السيطرة على الأراضي الفلسطينية، حيث أنه يساهم في تقوية الوجود الإسرائيلي ويجعل من الصعب على الفلسطينيين استرجاع الأراضي التي تم الاستيلاء عليها.

النتائج والآثار

  1. زيادة التوترات: أسهمت البؤر الاستيطانية في تعميق التوترات بين الفلسطينيين والمستوطنين. حيث أدت هذه التوسعات إلى وقوع صدامات عنيفة بين الفلسطينيين الذين عارضوا الاستيطان وبين المستوطنين الذين كانوا يواصلون استيطان أراضٍ فلسطينية خاصة. كما أسهمت في زيادة الاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، من بينها اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
  2. التغيير الديمغرافي والجغرافي: أدت السياسات الاستيطانية إلى تقليص المساحات التي يمكن أن تكون جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية. تم ذلك من خلال احتلال الأراضي وبناء المستوطنات التي تحيط بالمدن الفلسطينية الكبرى، مما يعزل الفلسطينيين عن بعضهم البعض ويجعل من الصعب إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
    • تغيير الواقع الجغرافي: أصبح التوسع الاستيطاني جزءًا أساسيًا من جهود الاحتلال لتعزيز وجوده الجغرافي في الضفة الغربية، حيث تم ربط المستوطنات ببعضها البعض عبر شبكة من الطرق الالتفافية.
    • تغيير الواقع الديمغرافي: أسهم الاستيطان في زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية، مما يعزز الهيمنة الإسرائيلية ويقلل من القدرة الفلسطينية على الحصول على أراضٍ قابلة للعيش فيها.
  3. مواجهة ضغوط دولية: رغم الضغوط الدولية الواسعة من قبل الحكومات والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أن إسرائيل استمرت في تنفيذ سياساتها الاستيطانية. هذه الضغوط شملت إدانات دولية ومحاولات لفرض عقوبات ضد الاستيطان، إلا أن إسرائيل واصلت تعزيز وجودها الاستيطاني، مما يعكس إصرارها على تنفيذ مشروعها الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

التوسع الاستيطاني والتغييرات الجغرافية (2013-2021)

في هذه المرحلة، شهدت السياسة الاستيطانية الإسرائيلية تصعيدًا كبيرًا، حيث تم تحويل العديد من البؤر الاستيطانية غير الشرعية إلى مستوطنات قانونية معترف بها من قبل دولة الاحتلال.

  1. تحويل البؤر الاستيطانية إلى مستوطنات:
    • في 2013، تم تحويل بؤرة “رحاليم” إلى مستوطنة.
    • في 2018، تم تحويل بؤرة “عميحاي” إلى مستعمرة.
    • في 2019، تم تشريع 15 بؤرة استيطانية بأثر رجعي، أي أنه تم منح شرعية قانونية لبؤر استيطانية كانت تعتبر غير قانونية سابقًا.
    • في 2020، وضعت سلطات الاحتلال خططًا بأثر رجعي للسماح لأربع بؤر استيطانية أن تصبح أحياء تابعة لمستوطنات قائمة.

هذه الإجراءات كانت جزءًا من عملية توسيع الاستيطان في الضفة الغربية بشكل مستمر، مما يعكس تحرك إسرائيل المستمر نحو ترسيخ وجودها في الأراضي الفلسطينية، وتقليل إمكانية حل الدولتين بشكل فعّال.

الآثار المترتبة على هذه المرحلة

  • تعزيز الواقع الاستيطاني: بتشريع العديد من البؤر الاستيطانية، تم تعزيز الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية، مما صعّب أي مفاوضات مستقبلية حول التسوية.
  • تقليص المساحات الفلسطينية: مع تحول هذه البؤر إلى مستوطنات قانونية، تقلصت الأراضي الفلسطينية التي يمكن استخدامها للإعمار أو لأي حل سياسي.
  • التصعيد في الصراع: زيادة التوسع الاستيطاني وتغيير الواقع الجغرافي أدت إلى تصعيد العنف والتوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما صعّب أي فرص للتوصل إلى اتفاق سلام.

زيادة أعداد البؤر الاستيطانية

بحسب المؤشرات الفلسطينية الرسمية، وصل عدد البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية إلى 163 بؤرة استيطانية في عام 2021، بينما تم اعتبار 25 بؤرة أخرى كأحياء تابعة لمستوطنات قائمة. هذه البؤر أصبحت جزءًا أساسيًا من مشروع التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وتساهم في تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي للمنطقة.

بالإضافة إلى البؤر الاستيطانية، استمرت إسرائيل في تشجيع إنشاء مناطق صناعية وسياحية وخدمية، فضلاً عن إنشاء معسكرات للجيش في الضفة الغربية. وقد بلغ عدد المواقع الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية 144 موقعًا. هذه المواقع تشمل مناطق سكنية ومناطق أخرى تتعلق بالأنشطة الاقتصادية والعسكرية، وهو ما يعزز الاستيطان ووجود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.


بناء الجدار الفاصل

بدأت إسرائيل في بناء الجدار الفاصل عام 2002، وهو جدار كان يُزعم أنه هدفه حماية المستوطنات من الهجمات الفلسطينية. ومع ذلك، فقد تبين أن الجدار كان له آثار جغرافية وديموغرافية سلبية كبيرة على الفلسطينيين.

  • الجدار الفاصل عزل 4.1% من مساحة الضفة الغربية، وهو ما أدى إلى فصل مساحات واسعة من الأراضي عن امتدادها الطبيعي، مما أثّر على الحياة اليومية للفلسطينيين في هذه المناطق.
  • 41.8% من مساحة الضفة الغربية تم عزلها خلف الجدار، بما في ذلك مناطق “ج” التي تمثل 60% من الضفة الغربية. هذه المناطق تضم معظم المستوطنات والبؤر الاستيطانية وتعتبر المحور الرئيسي للتوسع الاستيطاني.
  • تحتوي مناطق “ج” على 88% من مجموع المستوطنين في الضفة الغربية والقدس، مما يعكس حجم السيطرة الإسرائيلية على هذه المناطق الاستراتيجية.

التأثيرات الجغرافية والاقتصادية للجدار كانت كبيرة، حيث أدى إلى تقليص الأراضي المتاحة للفلسطينيين للبناء والزراعة والتنمية، وفرض قيودًا شديدة على حركتهم داخل الضفة الغربية. كما سعت هذه السياسة إلى تعزيز الوجود الاستيطاني الإسرائيلي في المناطق التي عزلها الجدار، مما يزيد من تعقيد أية تسوية سلمية أو حل الدولتين في المستقبل.

الآثار الرئيسية للتوسع الاستيطاني وبناء الجدار الفاصل:

  1. تغيير الواقع الجغرافي: أدى الجدار وتوسع الاستيطان إلى عزل المناطق الفلسطينية وتحويل الضفة الغربية إلى مجموعة من الكانتونات المعزولة.
  2. الضغط على الفلسطينيين: زاد التوسع الاستيطاني ووجود الجدار من الضغوطات على الفلسطينيين، حيث باتوا يواجهون صعوبة أكبر في التنقل والعمل والحصول على خدمات أساسية.
  3. تقليص الأراضي الفلسطينية: تزايد الاستيطان وجدار الفصل أدى إلى تقليص المساحات المتاحة لتكون جزءًا من دولة فلسطينية مستقبلية، مما يعقد فرص التوصل إلى تسوية سياسية.
  4. تعزيز السيطرة الإسرائيلية: ساعد الجدار في ترسيخ السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وهو ما يعكس إصرار إسرائيل على السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الضفة الغربية.

تأثير الجدار على الواقع الفلسطيني

يُعتبر الجدار الفاصل أحد الأدوات الأساسية في استراتيجية الاستيطان الإسرائيلي التي تهدف إلى تغيير الواقع الجغرافي في الضفة الغربية. من خلال بناء الجدار، قامت إسرائيل بتحويل مناطق “أ” و”ب” (التي كانت تحت السيطرة الفلسطينية الجزئية) إلى كانتونات معزولة، حيث أصبح الفلسطينيون يعيشون في مناطق جغرافية مفصولة عن بعضها البعض.

الكانتونات المعزولة

  • الجدار، بالإضافة إلى المستوطنات الكبرى والطرق الالتفافية التي تم بناؤها لربطها مع بعضها، شكل حاجزًا ماديًا ومعنويًا يفصل بين التجمعات الفلسطينية، مما يجعل التنقل بين هذه المناطق أمرًا صعبًا للغاية.
  • من خلال هذا الفصل الجغرافي، تقلص المساحات المتاحة للفلسطينيين، ما يجعل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة قابلة للحياة في الضفة الغربية أمرًا شبه مستحيل.

التضييق على الفلسطينيين

  • جعل الجدار الفلسطينيين في هذه المناطق أكثر عرضة للتهميش، حيث تزايدت المعوقات على حركتهم وأنشطتهم اليومية، بما في ذلك القيود على الوصول إلى الأراضي الزراعية، الخدمات الصحية والتعليمية، وفرص العمل.
  • كما أن الحواجز العسكرية والجدار عزلت الكثير من القرى والمدن عن بعضها، ما أدى إلى تقليص التواصل الاجتماعي والاقتصادي الفلسطيني.

تصعيد عمليات الهدم والتشريد

في ظل تزايد التوسع الاستيطاني، تم تصعيد عمليات هدم المنازل الفلسطينية في المناطق المستهدفة، لا سيما في مناطق “ج” التي تشكل 60% من الضفة الغربية.

  • العديد من العائلات الفلسطينية تعرضت للتهجير القسري في هذه المناطق، حيث كانت المستوطنات تتوسع أو تُنشأ مشاريع استيطانية جديدة.
  • عمليات الهدم والتشريد كانت بمثابة وسيلة إضافية لتوسيع نطاق الاحتلال وفرض سيطرة إسرائيلية على أراضٍ فلسطينية إضافية.

التفتيت الجغرافي والدمار المستقبلي

تُظهر سياسة الجدار والاستيطان استراتيجية واضحة لتفتيت الضفة الغربية، حيث جرى تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى مناطق معزولة جغرافيًا، مما يجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة في المستقبل.

  • أصبح الفلسطينيون في هذه المناطق محاصرين في كانتونات ضيقة، مما يزيد من صعوبة تلبية الاحتياجات الأساسية مثل العمل، التعليم، والرعاية الصحية.

كما أن سيطرة إسرائيل المطلقة على قلب الضفة الغربية وحدودها، من خلال توسيع المستوطنات وإنشاء الجدار، جعل أي حل سياسي أو تسوية سلمية أكثر تعقيدًا، حيث تراجعت فرص الوصول إلى تسوية سياسية قائمة على حل الدولتين.

  • المرحلة الخامسة (2017-2023): الوحدات الاستيطانية والتوسع المستمر

    منذ عام 2017، شهدت الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، زيادة كبيرة في عدد الوحدات الاستيطانية. تميزت هذه الفترة بتسارع ملحوظ في التوسع الاستيطاني، حيث تبنت إسرائيل سياسات تهدف إلى تعزيز سيطرتها على الأراضي الفلسطينية من خلال توسيع المستوطنات القائمة، وبناء مستوطنات جديدة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية الاستيطانية مثل الطرق والمزارع.

    زيادة الوحدات الاستيطانية

    • يناير 2018: أعلنت السلطات الإسرائيلية عن موافقتها على بناء أكثر من 1100 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.
    • 2019: استمر الارتفاع في عدد الوحدات الاستيطانية المسموح بها، مما يعكس التصعيد في سياسة الاستيطان.
    • 2020: شهد العام زيادة بنسبة 40% في عدد الوحدات الاستيطانية مقارنة بالعام السابق، مما يعكس التوسع السريع في المستوطنات.
    • 2021: تضاعف عدد الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية مقارنة بالعام الذي قبله، حيث ارتفع من 6,288 وحدة سكنية إلى 14,894 وحدة سكنية.

    التوسع في مشاريع البنية التحتية والمزارع الاستيطانية

    • لم تقتصر سياسة التوسع الاستيطاني على بناء الوحدات السكنية فقط، بل شملت أيضًا مشاريع البنية التحتية مثل الطرق الاستيطانية، التي تهدف إلى ربط المستوطنات بعضها ببعض، مما يعزز الوجود الاستيطاني ويجعل من الصعب على الفلسطينيين التنقل بحرية بين مناطقهم.
    • تم إنشاء مزارع استيطانية جديدة، بعضها غير قانوني بموجب القانون الدولي، بهدف تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية الزراعية.

    تصاعد عنف المستوطنين

    • رافق التوسع الاستيطاني تصاعد في عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، حيث تعرضت القرى الفلسطينية والمناطق المحتلة لهجمات متكررة، بما في ذلك:
      • تدمير الممتلكات مثل البيوت والمحاصيل الزراعية.
      • الاعتداءات الجسدية على السكان الفلسطينيين.
      • التهديدات والاعتداءات على النساء والأطفال الفلسطينيين.
    • يعتبر عنف المستوطنين جزءًا من استراتيجية التوسع الاستيطاني، حيث يهدف المستوطنون إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم لصالح زيادة الوجود الاستيطاني في المناطق الفلسطينية.

    النتائج والآثار

    • تدمير المجتمع الفلسطيني: أسهم التوسع الاستيطاني، بما في ذلك بناء الوحدات السكنية والمشاريع البنية التحتية، في تدمير المجتمعات الفلسطينية وزيادة الانقسام الجغرافي.
    • زيادة السيطرة الإسرائيلية: استمرت إسرائيل في تعزيز سيطرتها على الأراضي الفلسطينية من خلال هذه السياسات الاستيطانية، مما يجعل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة أمرًا أكثر صعوبة.
    • التصعيد في العنف: زادت التوترات بين الفلسطينيين والمستوطنين، حيث أصبحت الاعتداءات على الفلسطينيين جزءًا من السياسة اليومية في العديد من المناطق الفلسطينية.

    التصعيد بعد تشكيل حكومة نتنياهو (2022)

    في ديسمبر 2022، بعد فوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات العامة الإسرائيلية وتشكيل حكومته، كان الاستيطان على رأس أولويات السياسة الإسرائيلية الجديدة. حيث أعلن نتنياهو عن تعزيز وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وهو ما أدى إلى زيادة كبيرة في وتيرة اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين. الحكومة الجديدة تحت قيادة نتنياهو اعتبرت التوسع الاستيطاني جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها لتوطيد الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

    ارتفاع قياسي في النشاط الاستيطاني (2022)

    بحسب تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، تم رصد زيادة غير مسبوقة في النشاط الاستيطاني خلال عام 2022. وقد أظهرت التقديرات أن التوسع الاستيطاني بلغ أعلى مستوياته منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1967. على الرغم من تعهدات سابقة من إسرائيل بتجميد الاستيطان في هذه المناطق، فإن النشاط الاستيطاني استمر في التوسع بشكل ملحوظ.

    التداعيات السياسية والإنسانية

    1. تعقيد العملية السلمية: استمرار هذه السياسة الاستيطانية يعني تفاقم التحديات أمام أي حل سياسي. مع ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنات وتوسيعها في الضفة الغربية، يصبح من الصعب الوصول إلى حل الدولتين أو تحقيق السلام الدائم.
    2. التأثير على الفلسطينيين: على المستوى الإنساني، يعني التوسع المستمر في المستوطنات التضييق على الفلسطينيين، حيث يتم تقليص المساحات المتاحة لهم في الأراضي المحتلة. وتشمل هذه التأثيرات:
      • الحد من حرية التنقل بسبب الطرق الالتفافية والمستوطنات الجديدة.
      • التهجير القسري لعائلات فلسطينية في مناطق مختلفة.
      • التعرض للاعتداءات المستمرة من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين في القرى والمدن المجاورة للمستوطنات.
    3. تهديد إمكانية إقامة دولة فلسطينية: مع توسع الاستيطان، أصبح من الصعب تصور قيام دولة فلسطينية ذات سيادة. تشكل المستوطنات بمجموعها حواجز جغرافية تؤثر على قدرة الفلسطينيين على إقامة دولتهم الموحدة والمترابطة في المستقبل.

المرحلة الخامسة (2017-2023): التوسع الاستيطاني المستمر في الضفة الغربية

منذ عام 2017، شهدت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية زيادة ملحوظة في عدد المستوطنات والوحدات الاستيطانية. هذا التوسع المستمر يأتي في إطار سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى تعزيز السيطرة على الأراضي الفلسطينية، مما أدى إلى ارتفاع عدد المستوطنين بشكل غير مسبوق.

عدد المستوطنين والمستوطنات في الضفة الغربية

وفقًا لمعطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، بلغ عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية حوالي 726,427 مستوطناً حتى بداية عام 2023. هؤلاء المستوطنون موزعون على 176 مستوطنة و 186 بؤرة استيطانية، من ضمنها 86 بؤرة رعوية وزراعية.

الاستيطان في 2022

  1. إقامة بؤر استيطانية جديدة:
    في عام 2022، تم إقامة 12 بؤرة استيطانية جديدة في مختلف محافظات الضفة الغربية، ما يعكس تكثيف السياسات الاستيطانية من قبل الاحتلال.
  2. تسريع شرعنة البؤر الاستيطانية:
    تم تشريع بؤرتين استيطانيتين في 2022، حيث تم تحويل “متسبيه داني” إلى مستوطنة على أراضي بلدة دير دبوان، و “متسبيه كراميم” على أراضي دير جرير شرقي رام الله، ما يساهم في ترسيخ الاحتلال لهذه المناطق وتعزيز الوجود الاستيطاني فيها.

التداعيات السياسية والإنسانية

  1. التوسع الجغرافي:
    التوسع الاستيطاني المستمر يؤدي إلى تقليص المساحات المتاحة للفلسطينيين، مما يصعب إمكانية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. كما أن البؤر الاستيطانية تساهم في تفتيت الأراضي الفلسطينية بشكل يجعل التواصل بين المدن والقرى الفلسطينية أمرًا صعبًا.
  2. زيادة التوترات:
    مع تزايد النشاط الاستيطاني، يزداد التوتر بين الفلسطينيين والمستوطنين، حيث تحدث اعتداءات متواصلة ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين، مثل تدمير الممتلكات والاعتداءات الجسدية، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
  3. الضغوط الدولية:
    رغم الانتقادات الدولية والضغوط على إسرائيل لوقف التوسع الاستيطاني، تستمر سياسات الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية، ما يعكس إصرار الاحتلال على تنفيذ مشروعه الاستيطاني وفرض حقائق جديدة على الأرض.

خطط البناء الاستيطاني (2022-2023)

شهدت السنوات الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية و القدس الشرقية، حيث أقرّت حكومة الاحتلال العديد من المخططات لبناء وحدات استيطانية جديدة، مما يعكس التزامًا قويًا بسياسة التوسع الاستيطاني.

المخططات الاستيطانية في عام 2022

في عام 2022، صادقت حكومة الاحتلال على 83 مخططًا لبناء 8288 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، بالإضافة إلى 2635 وحدة في القدس المحتلة. وهذه المخططات تأتي في إطار تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.

مخططات التوسع الكبرى (2022-2023)

بين نهاية عام 2022 وبداية عام 2023، أطلقت حكومة بنيامين نتنياهو أكبر عملية استيطان منذ عام 2012، حيث شملت العملية 12,885 وحدة استيطانية جديدة، بالإضافة إلى نشر مناقصات لبناء 1289 وحدة استيطانية أخرى. ليصل إجمالي الوحدات الاستيطانية التي أقرّت الحكومة بناءها إلى أكثر من 14 ألف وحدة.

التوسع في المستوطنات الكبرى

شملت المخططات الكبرى للتوسع الاستيطاني في هذه الفترة مستوطنات كبيرة في مناطق متعددة من الضفة الغربية، على النحو التالي:

  1. مستوطنة “معاليه أدوميم” شرق القدس: أُقرّت 1475 وحدة استيطانية.
  2. مستوطنة “عيلي” شمال شرق رام الله: أُقرّت 1081 وحدة استيطانية.
  3. مستوطنة “كوخاف يعقوب” وسط الضفة الغربية: أُقرّت 627 وحدة استيطانية.
  4. مستوطنة “جفعات زئيف” شمال غرب القدس: أُقرّت 559 وحدة استيطانية.
  5. مستوطنة “ألكناه” قرب نابلس: أُقرّت 350 وحدة استيطانية.
  6. مستوطنة “كريات أربع” في الخليل: أُقرّت 374 وحدة استيطانية.
  7. مستوطنة “كيدوميم” شمال الضفة الغربية: أُقرّت 380 وحدة استيطانية.

إقرار قانون فك الارتباط (2023)

في 20 مارس 2023، أقرّ الكنيست الإسرائيلي قانون تطبيق خطة فك الارتباط، الذي يتيح إلغاء التقييدات على دخول واستيطان المواطنين الإسرائيليين في المناطق التي تم إخلاؤها ضمن خطة فك الارتباط عام 2005.

يشمل هذا القانون السماح بعودة المستوطنين إلى 4 مستوطنات تم إخلاؤها في شمال الضفة الغربية، وهو ما يعكس إصرار حكومة الاحتلال على تعزيز التوسع الاستيطاني في تلك المناطق التي كانت قد أُعلنت مناطق إخلاء.

الآثار السياسية والإنسانية

التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية له تأثيرات سياسية وإنسانية عميقة على الفلسطينيين. تصاعد التوسع يعكس تصميم إسرائيل على تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في هذه المناطق، مما يصعب إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة في المستقبل. فيما يلي أبرز الآثار:

1. تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي

  • زيادة عزل الفلسطينيين: يشكل الاستيطان أداة لتفتيت الأراضي الفلسطينية إلى مناطق معزولة، ما يعيق التواصل بين المدن والقرى الفلسطينية ويعزز من الانقسام الجغرافي بين الفلسطينيين. هذه السياسات تسهم في خلق كانتونات فلسطينية لا تتصل ببعضها البعض، مما يجعل أي حل سياسي يستند إلى إقامة دولتين أمرًا مستحيلاً.
  • فرض الحقائق على الأرض: بزيادة عدد المستوطنات والبؤر الاستيطانية، تعمل إسرائيل على ترسيخ وجودها في الأراضي الفلسطينية من خلال جعل المناطق المحتلة أكثر صعوبة في العودة إليها في المستقبل، خاصة بعد إقرار المخططات الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية.

2. التضييق على الحياة اليومية للفلسطينيين

  • الوصول إلى الأراضي: يعاني الفلسطينيون من تقييد وصولهم إلى أراضيهم بسبب بناء الجدران الفاصلة، الحواجز العسكرية، والسيطرة على الطرق التي تعزلهم عن مصادر رزقهم. يُمنع الفلسطينيون من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في العديد من المناطق التي تم استيطانها.
  • التوترات والاعتداءات: التوسع الاستيطاني يرافقه تصعيد في العنف من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين، حيث يتعرضون لاعتداءات جسدية، تهديدات، وتدمير ممتلكاتهم. هذه الاعتداءات تأتي كجزء من استراتيجية لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

3. تهجير قسري

  • يتم تهجير العديد من العائلات الفلسطينية في المناطق المستهدفة للاستيطان، حيث تتعرض المنازل الفلسطينية للهدم ويتم تشريد السكان بهدف توفير المساحة للمستوطنات. هذا يضيف عبئًا إنسانيًا على الفلسطينيين، حيث يفقدون أراضيهم ومنازلهم دون أي بديل.

الآثار الجغرافية لتوسع الاستيطان وتقليص مساحة فلسطين التاريخية

  • تقليص المساحة المتاحة للفلسطينيين: التوسع الاستيطاني أدى إلى تقليص المساحة المتاحة للفلسطينيين في فلسطين التاريخية، حيث يسيطر الفلسطينيون على حوالي 15% فقط من المساحة الكلية لفلسطين التي تقدر بـ 27,000 كيلومتر مربع. بينما تسيطر إسرائيل على أكثر من 85% من المساحة.
  • تهديد الاستمرارية الجغرافية: يؤدي التوسع إلى تقسيم الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مناطق معزولة، حيث أصبح من المستحيل للفلسطينيين بناء مجتمع مترابط. هذا يُعد جزءًا من الجهود الإسرائيلية لجعل أي حل سياسي يستند إلى إقامة دولتين أمرًا غير قابل للتحقيق على الأرض.
  • التهديد للمستقبل الفلسطيني: إذا استمر الاستيطان بهذا المعدل، فإن إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي تخضع للاحتلال الإسرائيلي أصبحت مستحيلة، وسيظل الفلسطينيون يعيشون في حالة من التهميش والحرمان من حقوقهم الأساسية.

التصنيفات المختلفة للمستوطنات في الضفة الغربية

وفقا لبيانات مركز الإحصاء الفلسطيني في نهاية عام 2021، يمكن تصنيف المستوطنات في الضفة الغربية إلى مستوطنات حضرية و مستوطنات ريفية، وهذه التصنيفات تُظهر التنوع في الأنماط الاستيطانية وأهدافها المختلفة في تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. فيما يلي تفاصيل التصنيفات المختلفة للمستوطنات:

1. المستوطنات الحضرية

  • عدد المستوطنات: بلغ عدد المستوطنات الحضرية في الضفة الغربية 67 مستوطنة، منها 22 مستوطنة تقع في محافظة القدس.
  • عدد السكان: يمثل سكان هذه المستوطنات حوالي 91.4% من إجمالي عدد المستوطنين في الضفة الغربية، ما يجعلها محورية في مخطط التوسع الاستيطاني.
  • البنية التحتية: تتمتع المستوطنات الحضرية ببنية تحتية متطورة ومتكاملة تشمل الطرق، المرافق العامة، المدارس، والمستشفيات، مما يجعلها أكثر جذبًا للمستوطنين. وهذه المستوطنات هي المركز الأساسي في تعزيز وجود الاحتلال في الضفة الغربية، خصوصًا في القدس الشرقية.

2. المستوطنات الريفية

  • عدد المستوطنات: بلغ عدد المستوطنات الريفية 85 مستوطنة في عام 2021.
  • التصنيفات الفرعية للمستوطنات الريفية:
    • المستوطنات الجماعية: بلغ عددها 38 مستوطنة ويقطنها 39,259 مستوطنًا. هذه المستوطنات تتميز بأنها تجمع بين عدة عائلات يقطنون معًا في إطار مشترك.
    • الموشاف: بلغ عددها 17 مستوطنة ويعيش فيها 6,522 مستوطنًا. الموشاف هو نوع من المستوطنات الزراعية التي يخصص فيها الأرض للعمل المشترك بين المستوطنين.
    • الموشاف الجماعي: يوجد 8 مستوطنات، يقطن فيها 4,492 مستوطنًا. هذه المستوطنات تجمع بين العمل الزراعي والإقامة المجتمعية.
    • الكيبوتسات: هي 9 مستوطنات يسكنها 4,554 مستوطنًا، وتعتبر نوعًا من المستوطنات الزراعية التعاونية التي تعتمد على العمل الجماعي وتوزيع العوائد بشكل مشترك بين السكان.

التأثيرات السكانية والجغرافية للاستيطان

1. تأثيرات المستوطنات الحضرية

  • تعزيز السيطرة على المناطق المركزية: التوسع في المستوطنات الحضرية يعزز من الوجود الإسرائيلي في المناطق المركزية للضفة الغربية، بما في ذلك مدينة القدس. هذا يشكل عائقًا كبيرًا أمام إمكانية إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا، حيث تصبح هذه المناطق نقاط تحكم استراتيجية.
  • القدس كركيزة استراتيجية: التوسع الاستيطاني في القدس يعزز من السيطرة الإسرائيلية على المدينة ويقلص بشكل كبير فرص الفلسطينيين في الحصول على عاصمة لهم في المستقبل.

2. تأثيرات المستوطنات الريفية

  • عزل المناطق الفلسطينية: رغم أن المستوطنات الريفية أقل كثافة سكانية مقارنة بالمستوطنات الحضرية، إلا أنها تُستخدم غالبًا كـ خطوط دفاعية لتعزل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها البعض. هذا يجعل من الصعب على الفلسطينيين التواصل أو التنقل بحرية داخل الضفة الغربية.
  • السيطرة على الموارد الطبيعية: العديد من المستوطنات الريفية تُسهم في السيطرة على الموارد الطبيعية مثل المياه والأراضي الزراعية. استيلاء المستوطنات على هذه الموارد يعوق تنمية الفلسطينيين في تلك المناطق ويزيد من الضغوط الاقتصادية عليهم.
  • إغلاق المناطق الفلسطينية: بفضل الموقع الجغرافي لهذه المستوطنات، يتم إغلاق مناطق فلسطينية واسعة، مما يُسهم في تقليص الأراضي المتاحة للفلسطينيين وخلق حواجز جغرافية داخل الضفة الغربية.

الآثار الاقتصادية والاجتماعية للاستيطان

تؤثر المستوطنات في الضفة الغربية بشكل كبير على الاقتصاد الفلسطيني، حيث تزيد من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية على السكان المحليين. يستمر المستوطنون في جذب الاستثمارات الإسرائيلية والدعم الحكومي، بينما يُحرم الفلسطينيون من الوصول إلى أراضيهم الزراعية والمناطق الصناعية. هذا الوضع يعزز الفجوة الاقتصادية بين الفلسطينيين والمستوطنين، ويزيد من تعقيد الوضع الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الآثار الاقتصادية:

  1. تعطيل النشاط الاقتصادي الفلسطيني:
    • الاستيلاء على الأراضي الزراعية: يساهم التوسع الاستيطاني في الاستيلاء على الأراضي الزراعية الفلسطينية، مما يعيق الإنتاج الزراعي المحلي ويزيد من الاعتماد على الاستيراد.
    • الحد من الوصول إلى الموارد: يُحرم الفلسطينيون من الوصول إلى الموارد الطبيعية، مثل المياه، المحاجر، و الأراضي الصالحة للزراعة، مما يؤدي إلى تدهور وضعهم الاقتصادي.
    • الضغط على البنية التحتية: بناء المستوطنات يعزز من التوسع العمراني الإسرائيلي على حساب الأراضي الفلسطينية، ويزيد من الضغط على البنية التحتية في المدن الفلسطينية، مثل الطرق والمرافق الصحية والتعليمية.
  2. الاستثمارات الإسرائيلية:
    • المستوطنات تحظى بدعم حكومي كبير من الدولة الإسرائيلية في شكل استثمارات مالية و تسهيلات ضريبية، مما يجعلها مناطق جاذبة للمستثمرين الإسرائيليين. في المقابل، يعاني الفلسطينيون من نقص في الاستثمارات والموارد الضرورية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

الآثار الاجتماعية:

  1. التهجير القسري للفلسطينيين:
    • توسيع المستوطنات يؤدي إلى تهجير العديد من العائلات الفلسطينية من أراضيها و بيوتها. في بعض الحالات، يتم تدمير القرى وتوسيع المستوطنات على أنقاضها، ما يزيد من التوترات الاجتماعية ويخلق حالة من الضغط النفسي على السكان الفلسطينيين.
  2. تدهور الظروف المعيشية:
    • يتعرض الفلسطينيون إلى ممارسات قمعية مثل الاعتقالات، و الاعتداءات من قبل المستوطنين، مما يؤدي إلى التهديد المستمر لحياتهم اليومية. كما يعانون من صعوبة التنقل بسبب الحواجز العسكرية و الجدار الفاصل، ما يزيد من العزلة الاجتماعية والفقر في العديد من المناطق.

المجالس الإقليمية وتوزيع المستوطنات في الضفة الغربية

توزع المستوطنات في الضفة الغربية يتم وفقًا للمجالس الإقليمية الإسرائيلية، التي تُحدد شكل التوسع الاستيطاني وتساعد في إدارة هذه المستوطنات. وفقًا للمؤشرات الفلسطينية، بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية حوالي 719,452 مستوطناً في نهاية عام 2021، وهو ما يشكل 22.8% من إجمالي السكان في الضفة الغربية. هؤلاء المستوطنون موزعون على 151 مستوطنة، ويعيشون في 6 مجالس إقليمية هي:

1. شمرون

  • عدد المستوطنات: 35 مستوطنة
  • التوزيع الجغرافي:
    • 5 مستوطنات في جنين.
    • 3 مستوطنات في طولكرم.
    • 6 مستوطنات في نابلس.
    • 7 مستوطنات في قلقيلية.
    • 13 مستوطنة في سلفيت.
    • 1 مستوطنة في رام الله.
  • عدد السكان: 113,814 مستوطنًا.

2. آرفوت هياردين (وادي الأردن)

  • عدد المستوطنات: 19 مستوطنة
  • التوزيع الجغرافي:
    • 5 مستوطنات في طوباس والأغوار الشمالية.
    • 2 مستوطنة في نابلس.
    • 12 مستوطنة في أريحا والأغوار.
  • عدد السكان: 6,620 مستوطنًا.

3. ماتي بنيامين

  • عدد المستوطنات: 32 مستوطنة
  • التوزيع الجغرافي:
    • 4 مستوطنات في نابلس.
    • 19 مستوطنة في رام الله والبيرة.
    • 1 مستوطنة في أريحا والأغوار.
    • 8 مستوطنات في القدس.
  • عدد السكان: 219,920 مستوطنًا.

4. مجليوت

  • عدد المستوطنات: 5 مستوطنات
  • التوزيع الجغرافي:
    • 3 مستوطنات في أريحا والأغوار.
    • 1 مستوطنة في القدس.
    • 1 مستوطنة في بيت لحم.
  • عدد السكان: 1,798 مستوطنًا.

5. غوش عتصيون

  • عدد المستوطنات: 16 مستوطنة
  • التوزيع الجغرافي:
    • 1 مستوطنة في القدس.
    • 11 مستوطنة في بيت لحم.
    • 4 مستوطنات في الخليل.
  • عدد السكان: 100,715 مستوطنًا.

6. هار هيفرون (جبل الخليل)

  • عدد المستوطنات: 15 مستوطنة
  • التوزيع الجغرافي: جميع المستوطنات تقع في محافظة الخليل.
  • عدد السكان: 17,577 مستوطنًا.

توزيع المستوطنات حسب المحافظات

وفقًا لمركز الإحصاء الفلسطيني، تم توزيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية على النحو التالي:

  • القدس ورام الله: كل منهما يحتوي على 26 مستوطنة.
  • الخليل: تضم 20 مستوطنة.
  • أريحا والأغوار: تحتوي على 17 مستوطنة.
  • نابلس، سلفيت، وبيت لحم: تحتوي على 13 مستوطنة في كل منها.
  • طولكرم: تحتوي على 3 مستوطنات.
  • جنين: تحتوي على 5 مستوطنات.
  • طوباس والأغوار الشمالية: تضم 7 مستوطنات.
  • قلقيلية: تحتوي على 8 مستوطنات.

تركيز المستوطنين في المحافظات

أما بالنسبة لتوزيع المستوطنين حسب المحافظات، فيمكن ملاحظة التركيز الكبير للمستوطنين في بعض المناطق:

  • القدس: تحتل الصدارة بعدد المستوطنين حيث يقدر عددهم بحوالي 326,523 مستوطنًا.
  • رام الله والبيرة: تأتي في المرتبة الثانية بعدد 143,311 مستوطنًا.
  • بيت لحم: تحتوي على 95,279 مستوطنًا.

وفي المقابل، كانت طوباس والأغوار الشمالية هي الأقل من حيث عدد المستوطنين، حيث يبلغ عددهم فقط 2,629 مستوطنًا. تليها جنين بـ 3,722 مستوطنًا، ثم طولكرم بـ 4,632 مستوطنًا.

آثار مدمرة للمستوطنات الإسرائيلية على الوجود الفلسطيني والتنمية الاقتصادية والاجتماعية

إن التوسع الاستيطاني المستمر في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، يحمل آثارًا مدمرة على الوجود الفلسطيني والفرص المستقبلية لإقامة دولة فلسطينية متواصلة وقابلة للحياة. من أبرز هذه الآثار:

  1. القضاء على فرصة قيام دولة فلسطينية:
    • الاستيطان يؤدي إلى عزل أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية، ما يجعل من الصعب إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة متواصلة جغرافيًا.
    • التوسع الاستيطاني في مناطق مثل القدس الشرقية يساهم في تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى كانتونات منفصلة، مما يجعل التواصل الجغرافي بين الأجزاء المختلفة للدولة الفلسطينية أمرًا مستحيلًا.
    • مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية تساهم في الاستيلاء على الأراضي و التحكم في مصادر المياه، ما يعوق التنمية الاقتصادية الفلسطينية بشكل كبير.
  2. الآثار الاقتصادية:
    • التوسع الاستيطاني يؤدي إلى الاستيلاء على الأراضي الزراعية، التي كانت مصدرًا رئيسيًا للرزق في كثير من المناطق الفلسطينية.
    • القيود على الوصول إلى الموارد الطبيعية (مثل المياه والأراضي) تضر بشكل كبير بالاقتصاد الفلسطيني وتزيد من الاعتماد على الاستيراد من الخارج.
    • بناء المستوطنات يعزز من التفاوت الاقتصادي بين الفلسطينيين والمستوطنين، حيث يحصل الأخيرون على دعم حكومي واستثمارات ضخمة، في حين يعاني الفلسطينيون من نقص في التمويل والموارد اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة.
  3. الآثار الاجتماعية:
    • التهجير القسري: يضطر الفلسطينيون إلى التهجير القسري من أراضيهم، خاصة في المناطق التي تشهد توسعًا استيطانيًا.
    • الضغط على البنية التحتية: التوسع في المستوطنات يخلق ضغطًا إضافيًا على البنية التحتية الفلسطينية، مثل الطرق والمدارس والمرافق الصحية.
    • الانعزال الاجتماعي: التوسع الاستيطاني يعزل المدن والمناطق الفلسطينية عن بعضها البعض، مما يزيد من التفرقة الاجتماعية ويقوض الروابط الاجتماعية بين الفلسطينيين.

2. السيطرة على الموارد الاقتصادية

تسيطر إسرائيل بشكل كامل على العديد من الموارد الطبيعية في الضفة الغربية، مثل المياه، والنّفط، والغاز الطبيعي، وموارد البحر الميت. أغلب هذه الموارد تقع ضمن المنطقة “ج” التي تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي التامة، ما يعني أن الفلسطينيين لا يستطيعون الاستفادة منها لتطوير اقتصادهم الوطني.

  • المياه تعد من أكثر الموارد التي يتم استغلالها، حيث أن إسرائيل تتحكم في مياه المصادر الفلسطينية وتستخدمها لتغذية مستوطناتها. هذا التوزيع غير العادل للمياه يؤدي إلى شحّ المياه في المناطق الفلسطينية، ويعيق تطوير القطاع الزراعي في الضفة الغربية.

3. القيود على التنمية الفلسطينية

المنطقة “ج”، التي تشكل الجزء الأكبر من الضفة الغربية وتحت سيطرة الاحتلال الكامل، تحتوي على معظم الأراضي الشاغرة للبناء والتنمية. ولكن إسرائيل تفرض قيودًا مشددة على الفلسطينيين في هذه المناطق:

  • حوالي 60% من هذه الأراضي مخصصة لإقامة المستوطنات الإسرائيلية والمشاريع الاستيطانية، مما يقلص المساحات المتاحة للفلسطينيين للبناء والتنمية.
  • بسبب هذه السياسات، تصبح المدن الفلسطينية محاصرة في مساحات ضيقة، مما يعوق التوسع العمراني والتنمية الاقتصادية في العديد من المناطق.

4. تدمير البيئة

المستوطنات الإسرائيلية تتسبب في تدمير البيئة في الضفة الغربية عبر عدة طرق، أهمها:

  • مصادرة الأراضي الفلسطينية لبناء البنية التحتية للمستوطنات، مثل الطرق الالتفافية التي تربط المستوطنات ببعضها.
  • قلع الأشجار وهدم المنازل الفلسطينية لتوسيع المستوطنات، مما يؤدي إلى تدهور النظام البيئي في المناطق الفلسطينية.
  • تدمير الأراضي الزراعية يقلل من قدرة الفلسطينيين على الحفاظ على الاقتصاد الزراعي ويعزز من تدهور البيئة الطبيعية.

5. تأثيرات اقتصادية سلبية

يُعاني الاقتصاد الفلسطيني من تبعية متزايدة للمستوطنات الإسرائيلية عبر عدة جوانب:

  • العمالة الرخيصة: يضطر العديد من الفلسطينيين للعمل في المستوطنات، سواء في قطاع البناء أو الصناعة، للحصول على مصدر دخل.
  • هذا الوضع يُعزز من التبعية الاقتصادية، حيث يستفيد الاقتصاد الإسرائيلي من العمالة الرخيصة، بينما يعاني الاقتصاد الفلسطيني من نقص في الفرص للتنمية المستدامة.

6. الفصل بين الفلسطينيين والمستوطنين

إسرائيل أنشأت نظامًا قضائيًا منفصلًا للمستوطنين والفلسطينيين:

  • المستوطنون يحاكمون بموجب القانون الإسرائيلي.
  • الفلسطينيون يخضعون للقوانين العسكرية الإسرائيلية.

هذا النظام أدى إلى عدم المساواة في الحقوق بين الفلسطينيين والمستوطنين، سواء في مجال حقوق الإنسان أو الوصول إلى الموارد:

  • المستوطنون يحصلون على خدمات أفضل مثل التعليم، الصحة، والمواصلات.
  • بينما الفلسطينيون يعانون من قيود في الوصول إلى الطرق والموارد الأساسية مثل المياه والأراضي الزراعية.

7. انتهاك حقوق الإنسان

تُعد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية انتهاكًا صارخًا لحقوق الفلسطينيين، ويشمل ذلك:

  • التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.
  • الاعتقالات العشوائية بحق الفلسطينيين.
  • القيود على حرية الحركة، مما يجعل حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال أكثر صعوبة.

إجراءات إسرائيل المتعلقة بالمستوطنات تسهم في تعزيز التفوق العنصري على حساب الفلسطينيين، مما يزيد من معاناتهم اليومية.

التنمية في القدس والمنطقة “ج”

  • القدس الشرقية و المنطقة “ج” من الضفة الغربية، حيث تسيطر إسرائيل على كامل الأراضي، تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بالتنمية الفلسطينية. السياسات الإسرائيلية تعمل على إعاقة أي تقدم في هذه المناطق، وتحد من قدرة الفلسطينيين على بناء مستوطنات جديدة أو تطوير البنية التحتية.
  • هذه القيود على التنمية الفلسطينية في القدس و المنطقة “ج” تؤثر بشكل جدي على القدرة الفلسطينية على إقامة دولة متواصلة في المستقبل، حيث يصبح من الصعب ربط المدن الفلسطينية ببعضها في ظل هذه الحواجز والمستوطنات التي تقام بشكل مستمر في هذه المناطق.

1. صعوبة الحصول على تصاريح بناء

في المنطقة “ج” و القدس الشرقية، يواجه الفلسطينيون صعوبة شديدة في الحصول على تصاريح البناء من السلطات الإسرائيلية. وفقًا لتقرير الأونكتاد لعام 2022، في الفترة بين 2019 و2020، تم رفض أكثر من 99% من طلبات تصاريح البناء. هذا الأمر يجعل البناء في هذه المناطق شبه مستحيل، وإذا حاول الفلسطينيون بناء منشآت دون الحصول على التصاريح المطلوبة، تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات الهدم، مما يؤدي إلى تدمير المنازل و المرافق الأساسية. منذ عام 1967، تم هدم نحو 28 ألف منزل فلسطيني، بالإضافة إلى تدمير العديد من البنى التحتية الحيوية مثل مرافق المياه و الصرف الصحي.

2. تأثير عمليات الهدم على الفلسطينيين

في عام 2021، شهدت القدس الشرقية زيادة ملحوظة في عمليات الهدم، حيث صادرت سلطات الاحتلال 57% من الأراضي لصالح بناء المستوطنات و البنية التحتية المرتبطة بها. كما حُرم الفلسطينيون من الوصول إلى 30% أخرى من المدينة. هذا التوسع الاستيطاني يزيد من الضغط على الفلسطينيين، مما يضطرهم للبحث عن أماكن بديلة للإقامة، ما يسهم في توسع المستوطنات بشكل أكبر، ويحول دون إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا.

3. التحكم الإسرائيلي في المنطقة “ج”

منذ توقيع اتفاقية أوسلو، تعاملت إسرائيل مع المنطقة “ج” كأراضٍ تابعة لها، وليس كأراضٍ محتلة يجب أن تعود للفلسطينيين. الاحتلال الإسرائيلي سيطر على معظم الموارد الطبيعية في هذه المنطقة، مثل ينابيع المياه و المحاجر و المواقع الأثرية و المحميات الطبيعية. هذه السيطرة تساهم في تحويل المنطقة إلى احتياطي استيطاني يخدم المصالح الإسرائيلية، مما يعزز من التوسع الاستيطاني.

4. القيود على الأنشطة الفلسطينية

تفرض سلطات الاحتلال قيودًا شديدة على أي نشاط فلسطيني في المنطقة “ج”، سواء كان يتعلق بالبنية التحتية أو الأنشطة الاقتصادية. يمنع الفلسطينيون من تطوير أراضيهم الزراعية، خاصة تلك القريبة من المستوطنات. العديد من المزارعين الفلسطينيين الذين تقع أراضيهم قرب المستوطنات يعانون من صعوبة الوصول إلى أراضيهم بسبب القيود الأمنية أو التهديدات، مما يؤدي إلى عرقلة الإنتاج الزراعي وتدهور البيئة في المنطقة.

5. التوسع الاستيطاني في المنطقة “ج”

تستمر عمليات التوسع الاستيطاني في المنطقة “ج”، حيث تُبنى مستوطنات جديدة على الأراضي الفلسطينية. يترافق هذا التوسع مع انتهاكات لحقوق الفلسطينيين، بما في ذلك التهجير القسري و ممارسات العنف من قبل المستوطنين. تمنح السلطات الإسرائيلية تصاريح البناء بشكل مستمر للمستوطنات، مما يزيد من عدد المستوطنين في المنطقة ويقلص المساحات المتاحة للفلسطينيين.

6. البيئة القسرية في المنطقة “ج”

فرضت إسرائيل بيئة قسرية على الفلسطينيين في المنطقة “ج”، مما يضغط عليهم بشكل مستمر. يضطر العديد من الفلسطينيين في هذه المنطقة إلى مغادرة أراضيهم بسبب الضغوط العسكرية و التهديدات بهدم المنازل و القيود المفروضة على الحركة. هذه السياسات تمنع تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، حيث أن الفلسطينيين لا يمتلكون حرية تطوير أراضيهم أو الاستفادة من الموارد الطبيعية.

التشرذم الجغرافي والحواجز

من الآثار السلبية الكبيرة التي أحدثها الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية هو التشرذم الجغرافي الذي فرضته السياسات الإسرائيلية. وفقًا لمعاهدة أوسلو، تم تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق: “أ”، “ب”، و “ج”:

  • المنطقة “أ”: تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة.
  • المنطقة “ب”: تحت السيطرة المدنية الفلسطينية، ولكن مع السيطرة الأمنية إسرائيلية.
  • المنطقة “ج”: تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.

هذا التقسيم أدى إلى انفصال المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض، مما عمق من العزلة الاقتصادية و الاجتماعية بين المدن والقرى الفلسطينية، وخلق العديد من المشاكل اللوجستية، بما في ذلك صعوبة التنقل بين المناطق المختلفة. إضافة إلى ذلك، أدى التوسع الاستيطاني المستمر إلى تقليص المساحات المتاحة للفلسطينيين في المنطقة “ج”، مما يعوق أي فرصة لتحقيق تنمية مستدامة أو قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

1. تقسيم الضفة الغربية إلى مناطق “أ” و “ب” و “ج”

بموجب اتفاقية أوسلو، تم تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق:

  • المنطقة “أ”: تحت السيطرة الأمنية والإدارية الفلسطينية، وتشمل المدن الرئيسية مثل نابلس، رام الله، بيت لحم، والخليل.
  • المنطقة “ب”: تحت السيطرة الإدارية الفلسطينية، لكن السيطرة الأمنية تكون للجانب الإسرائيلي.
  • المنطقة “ج”: خاضعة لـ السيطرة الإسرائيلية الكاملة، وتشمل معظم الأراضي الشاسعة في الضفة الغربية، بما في ذلك الأراضي الزراعية والمستوطنات.

أدى هذا التقسيم إلى انقطاع إقليمي في الأراضي الفلسطينية، حيث أصبحت المنطقتان “أ” و “ب” معزولة عن بعضها البعض، وتحاط بالكامل بـ المنطقة “ج” التي تسيطر عليها إسرائيل. هذا التقسيم أدى إلى خلق واقع من التجزئة، مما منع تكامل المنطقة الفلسطينية وأدى إلى صعوبة التواصل والتنقل بين المدن والقرى الفلسطينية.

2. الحواجز ونقاط التفتيش

أنشأ الجيش الإسرائيلي العديد من الحواجز و نقاط التفتيش على الطرق الرئيسية بين المدن الفلسطينية في الضفة الغربية. تؤثر هذه الحواجز بشكل كبير على حركة الفلسطينيين، بما في ذلك حركة العمال، الموظفين، و البضائع، مما يعيق النشاط الاقتصادي بشكل عام. يواجه المزارعون أيضًا صعوبة في الوصول إلى أراضيهم الزراعية، خاصة تلك الواقعة بالقرب من المستوطنات أو في المنطقة “ج”.

تساهم هذه القيود في تقليص قدرة الفلسطينيين على ممارسة الأعمال وتحقيق التنمية الاقتصادية، حيث تؤدي إلى تقليص الفرص التجارية وزيادة التكاليف التشغيلية، مما يضعف الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام.

3. التأثيرات الاقتصادية للتشظي الجغرافي

يمثل الجدار الأمني و المستوطنات المنتشرة عائقًا كبيرًا أمام التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية. يؤدي التشرذم الجغرافي إلى تقليص فرص العمل، خفض الأجور، وزيادة عدد ساعات العمل اليومية، مما يؤثر سلبًا على جودة الحياة للمواطنين الفلسطينيين.

الاقتصاد الفلسطيني يعاني بشكل كبير من هذا التشرذم، حيث تصبح الأسواق الفلسطينية مجزأة، مما يمنع المنتجين الفلسطينيين من الوصول إلى أسواقهم المحلية. كما يؤدي هذا التشرذم إلى عزل المجتمعات الفلسطينية عن بعضها البعض، مما يعيق تطور الأنشطة الاقتصادية المترابطة ويضعف قدرة الفلسطينيين على الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة.

4. التأثير على الوقت والاقتصاد

وفقًا لتقرير الأونكتاد لعام 2022، يتسبب الحصار و القيود المفروضة على التنقل في خسارة الفلسطينيين حوالي 60 مليون ساعة عمل سنويًا، ما يعادل تقريبًا 274 مليون دولار.

كما أن نقاط التفتيش وحدها تكلف الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية ما لا يقل عن 6% من الناتج المحلي الإجمالي. هذه الخسائر لا تقتصر فقط على فقدان الوقت، بل تشمل أيضًا تقليص الفرص الاقتصادية وزيادة التكاليف التشغيلية للعديد من الشركات الفلسطينية. وبالتالي، تشكل هذه القيود عائقًا كبيرًا أمام أي تنمية اقتصادية مستدامة.

5. تدمير التنمية الاقتصادية المجدية

يُصعب التوسع الاقتصادي أو تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية في ظل الظروف الحالية في الضفة الغربية. أدى التشرذم الجغرافي إلى ضعف الروابط التجارية و التكامل الاقتصادي بين مختلف المناطق الفلسطينية. هذا التشرذم يعيق الفرص الاقتصادية ويجعل من الصعب على الفلسطينيين تطوير أنشطة اقتصادية مترابطة.

المستوطنات المنتشرة في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب الجدار و نقاط التفتيش، تُشوه الهيكل الجغرافي للضفة الغربية، مما يضعف آمال الفلسطينيين في تحقيق تنمية اقتصادية مستقلة وفعّالة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الضغوط المستمرة تساهم في تعزيز التبعية الاقتصادية للفلسطينيين للاحتلال، مما يزيد من صعوبة تحقيق التنمية المستدامة.

التنمية الزراعية وحقوق الإنسان في ظل الاستيطان

يؤثر الاستيطان الإسرائيلي بشكل كبير على التنمية الزراعية و حقوق الإنسان في الضفة الغربية. في العديد من المناطق، خاصة في المنطقة “ج”، تسيطر المستوطنات على الأراضي الزراعية وتمنع الفلسطينيين من الوصول إليها. المستوطنون يقيمون مستوطناتهم على أراضٍ كانت تستخدم للزراعة، ما يعوق إنتاج الغذاء ويزيد من المعاناة للمزارعين الفلسطينيين.

إضافة إلى ذلك، يُجبر الفلسطينيون في العديد من المناطق على الرحيل قسرًا بسبب الممارسات الإسرائيلية مثل التهجير و الاعتقالات العشوائية و القيود على الحركة. تشكل هذه السياسات انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان، مما يفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي للفلسطينيين ويؤدي إلى تدهور الأوضاع المعيشية بشكل كبير.

1. التنمية الزراعية

تؤثر السياسات الإسرائيلية بشكل عميق على التنمية الزراعية في الضفة الغربية، حيث تسيطر سلطات الاحتلال على العديد من الموارد الطبيعية وتستغلها لصالح المستوطنات الإسرائيلية، بينما يعاني الفلسطينيون من نقص حاد في الموارد المائية التي تعتبر أساسية للقطاع الزراعي الفلسطيني.

السيطرة على الموارد المائية

السياسة الإسرائيلية في المجال المائي تسهم في تعزيز المزايا الاقتصادية و السياسية للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث يتم توجيه الموارد المائية لصالح هذه المستوطنات، بينما يُحرم القطاع الزراعي الفلسطيني من الوصول إلى المياه. هذا يؤدي إلى تقليص قدرة المزارعين الفلسطينيين على ري أراضيهم الزراعية، ما يُعيق نمو القطاع الزراعي ويحد من تطور الاقتصاد الفلسطيني. تُواصل إسرائيل استنفاد الموارد الطبيعية، وعلى رأسها المياه، لصالح المستوطنات، في حين يعاني الفلسطينيون من تقليص حقوقهم في الحصول على المياه اللازمة لتطوير أراضيهم الزراعية.

إعلان المحميات الطبيعية

تقوم سلطات الاحتلال بفرض قيود على مناطق واسعة في المنطقة “ج”، من خلال تصنيفها محميات طبيعية، بما في ذلك أراضٍ فلسطينية خاصة يمتلكها الفلسطينيون. بمجرد تصنيف الأراضي كمحميات طبيعية، يُمنع الفلسطينيون من زراعة أراضيهم إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من سلطات الاحتلال. هذه السياسات تزيد من صعوبة الحياة للزراعيين الفلسطينيين، وتقيّد قدرتهم على تنمية القطاع الزراعي. وفقًا لتقرير الأونكتاد، حتى منتصف عام 2022، أعلنت سلطات الاحتلال 48 محمية طبيعية، تغطي حوالي 12% من المنطقة “ج”، مما يعزز من القيود على الأنشطة الزراعية الفلسطينية ويضاعف من معاناة المزارعين في الضفة الغربية.


2. حقوق الإنسان

يُعد المشروع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان الفلسطينية في جميع جوانب الحياة اليومية.

الاستيطان وخرق القانون الدولي

تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي، حيث يحظر هذا القانون نقل سكان قوة الاحتلال إلى الأراضي المحتلة. إنشاء المستوطنات يعد انتهاكًا جسيمًا للعديد من الاتفاقيات الدولية التي تدعو إلى عودة الأراضي لأصحابها الفلسطينيين. لذا، فإن وجود المستوطنات في الضفة الغربية يساهم في خلق واقع غير قانوني يديم الاحتلال الإسرائيلي ويفرض ظروفًا غير عادلة على الفلسطينيين.

العنف ضد الفلسطينيين

تعد المستوطنات بؤرًا رئيسية لارتكاب أعمال العنف ضد الفلسطينيين. يُرتكب العديد من الجنح الجنائية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، مثل السرقة والاعتداءات والتهديدات المستمرة. شهدت الضفة الغربية عمليات نهب لمئات الآلاف من الدونمات من الأراضي الفلسطينية التي تم الاستيلاء عليها لبناء المستوطنات أو توسيعها. تشمل الآثار السلبية للمستوطنات عمليات هدم المنازل، وتدمير الأراضي الزراعية، فضلاً عن إقامة طرقات جديدة على حساب الأراضي الفلسطينية.

التأثيرات على حياة الفلسطينيين

وفقًا لتقرير منظمة “ييش دين”، أظهرت سياسات الاستيطان الإسرائيلية انتهاكًا صارخًا لحقوق الفلسطينيين في العديد من الجوانب. من أبرز هذه الانتهاكات:

  • الحق في الحياة وسلامة الجسد.
  • الحق في الملكية و حرية الحركة.
  • المساواة في المعاملة أمام القانون.
  • الحق في الوصول إلى الموارد الطبيعية مثل المياه والأراضي.

كما يسبب وجود المستوطنات انتهاكًا للحق الفلسطيني في الحصول على مستوى معيشة لائق، حيث تؤدي السياسات الاستيطانية إلى تقليص المساحات الزراعية و الموارد الطبيعية المتاحة للفلسطينيين، مما يعرقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين ويزيد من الفقر.

إعاقة إقامة دولة فلسطينية

من خلال التغييرات الجغرافية التي أجرتها إسرائيل في خريطة الضفة الغربية، يتم خلق حقائق دائمة على الأرض تجعل من إقامة دولة فلسطينية مستقلة أمرًا شبه مستحيل. عمليات إغلاق المناطق أمام الفلسطينيين و الاستيلاء على الأراضي يؤديان إلى تفتيت الأراضي الفلسطينية وتقليص فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. هذه الإجراءات تشكل عقبة أمام حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وتعمق الأزمات السياسية والاجتماعية.

اخر الأخبار

المنظمة تدين قيام قوات الاحتلال بقتل امرأتين، إحداهما حامل في شهرها التاسع، وإصابة زوجها خلال العدوان المستمر على مخيم نور شمس شرقي طولكرم.

المنظمة الفلسطينية الدولية للسلام وحقوق الإنسان تدين بأشد العبارات تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدوانها على مخيم نور شمس وطولكرم شرقي مدينة طولكرم في الضفة الغربية، من خلال اجتياح المخيمين وشن الغارات الجوية وإطلاق النار المستمر منذ 15 يومًا، مما أسفر عن مقتل امرأتين في حادثين منفصلين، إحداهما كانت حاملًا في

إقرأ المزيد »

“تصعيد خطير: الاحتلال الإسرائيلي يقيم جدارًا يعزل قرية سنجل بمحافظة رام الله”

“تصعيد خطير: الاحتلال الإسرائيلي يقيم جدارًا يعزل قرية سنجل بمحافظة رام الله” بخطى متسارعة، تعمل قوات الاحتلال الإسرائيلي على إقامة جدار عازل حول قرية سنجل، شمال شرقي محافظة رام الله، وسط الضفة الغربية، بهدف إحكام الحصار على القرية المحاطة من جميع الاتجاهات بمجموعة من المستوطنات والبؤر الاستيطانية التي تمثل جزءًا

إقرأ المزيد »

الانتهاكات الإسرائيلية وتقاعس المجتمع الدولي: عنف مركب يعصف بالنساء في قطاع غزة

المنظمة الفلسطينية الدولية للسلام وحقوق الإنسان تصدر دراسة بعنوان: “الانتهاكات الإسرائيلية وتقاعس المجتمع الدولي: عنف مركب يعصف بالنساء في قطاع غزة.” تعد هذه الدراسة نتاج جهود مكثفة قام بها طاقم وحدة المرأة في المنظمة الفلسطينية الدولية للسلام وحقوق الإنسان من خلال العمل في مراكز إيواء النازحين بمختلف مناطق قطاع غزة.

إقرأ المزيد »