المجلة الدولية للمنظمة الفلسطينية 

PIOPH

انتهاكات السجون الإسرائيلية ليست جديدة

منذ عقود من الاحتلال، اعتمدت السلطات الإسرائيلية سياسة الاعتقال الجماعي والمنهجي بحق الفلسطينيين. وفقًا لتقرير أممي، اعتقلت إسرائيل ما يقارب 800 ألف فلسطيني من عام 1967 حتى 2006. وفي نهاية أغسطس 2023 (قبل شهر من معركة طوفان الأقصى)، كان هناك حوالي 5 آلاف معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، مع تزايد مستمر في الأعداد يوميًا، بينهم أكثر من ألف معتقل إداري بدون محاكمة.

وقد أوردت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية محلية ودولية أن إسرائيل تمارس التعذيب الجسدي والنفسي بحق المعتقلين الفلسطينيين، متضمنةً احتجازهم في ظروف غير صحية وغرف مكتظة، بالإضافة إلى الاعتداءات الجنسية، تعصيب الأعين، إجبارهم على الوقوف لفترات طويلة، وربطهم في أوضاع مؤلمة، حرمانهم من النوم، وفرض الحبس الانفرادي، فضلًا عن أساليب التعذيب الأخرى. هذا بالإضافة إلى استشهاد 73 معتقلًا بين عامي 1967 و2020 نتيجة لهذه الانتهاكات.

منذ عام 2001 وحتى نهاية 2023، تلقت وزارة العدل الإسرائيلية أكثر من 1400 شكوى حول التعذيب والإساءة للمعتقلين الفلسطينيين من قبل جهاز الشاباك، لكن لم يتم فتح سوى 3 تحقيقات دون توجيه أي اتهامات.

كما اتهمت منظمات حقوقية إسرائيل باستخدام الإهمال الطبي كوسيلة للتعذيب، عبر حرمان المعتقلين من الفحوصات الطبية والعلاجات اللازمة، وكذلك حجب المعلومات الطبية الحيوية. وفي تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية في مايو 2023، تم تسليط الضوء على السياسات الإسرائيلية في السجون، بما في ذلك غياب البروتوكولات الطبية الموحّدة، وعدم تقديم الرعاية الطبية المناسبة للمعتقلين المرضى، خصوصًا أولئك المصابين بالسرطان أو الأمراض المزمنة. كما أشارت إلى الممارسات غير الأخلاقية مثل تكبيل المرضى في أسرة المستشفيات، وعدم وجود متابعة طبية كافية عند خروجهم، وكذلك تجاهل الأسرى المضربين عن الطعام.

 
 
 
 
 

إحصائيات جرائم سلطات الإحتلال الإسرائيلي بحق السجناء الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي .

0 +

أسير/ة يقبعون فى 23 سجن وركز توقيف وتحقيق

0

أسيرة يقبعن غالبيتهن فى سجن الدامون

0

المعتقلون الإداريون

0

عدد الأسرى الذين صدرت بحقهم احكاما بالسجن المؤبد

0

طفلا وقاصرا موزعين على سجون (عوفر، ومجدو، والدامون)

0 +

الأسرى المرضى

0

الشهداء الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي

انتهاكات السجون لم تبدأ من 7 أكتوبر

منذ احتلال الأراضي الفلسطينية في عام 1967، انتهجت السلطات الإسرائيلية سياسة الاعتقال الجماعي والمنهجي بحق الفلسطينيين، وشملت هذه السياسة كافة فئات الشعب الفلسطيني، بما في ذلك النساء والأطفال. وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، بلغ عدد الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم منذ عام 1967 حتى عام 2006 حوالي 800 ألف شخص، في حين بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بحلول نهاية أغسطس 2023 حوالي 5000 فلسطيني، وتستمر هذه الأعداد في الزيادة بشكل يومي. من بين هؤلاء المعتقلين، يوجد أكثر من ألف معتقل إداري محتجزون دون محاكمة أو تهمة.

وقد وثقت تقارير حقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات المحلية والدولية أن إسرائيل تستخدم العديد من أساليب التعذيب الممنهج بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها. من بين أساليب التعذيب الجسدي والنفسي: احتجاز المعتقلين في غرف ضيقة مكتظة وغير صحية، الاعتداءات الجنسية، تغطية الرأس وتعصيب العينين، إجبار المعتقلين على الوقوف لساعات طويلة، ربطهم في أوضاع مؤلمة على كراسي، حرمانهم من النوم، والعقوبات بالحبس الانفرادي، بالإضافة إلى الشبح والتعذيب بأساليب متنوعة أخرى.

وقد أسفرت هذه الممارسات عن استشهاد 73 معتقلًا فلسطينيًا منذ عام 1967 حتى 2020 نتيجة لهذه المعاملة القاسية. علاوة على ذلك، تلقت وزارة العدل الإسرائيلية بين عامي 2001 و2023 أكثر من 1400 شكوى تتعلق بتعرض المعتقلين الفلسطينيين للتعذيب وإساءة المعاملة من قبل جهاز الشاباك الإسرائيلي، ولكن التحقيقات لم تُفضِ إلى توجيه أي اتهامات ضد المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

ومن جهة أخرى، تستخدم سلطات الاحتلال سياسة الإهمال الطبي كأداة إضافية للتعذيب، حيث يُحرم المعتقلون من العلاج الطبي اللازم والفحوصات الطبية. وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر في مايو 2023، تحذيرات بشأن السياسات الإسرائيلية المتعلقة بالرعاية الصحية للأسرى الفلسطينيين، وخاصة المرضى منهم. ومن بين الانتهاكات الصحية التي تم الإشارة إليها: تكبيل المعتقلين المرضى في أسرة المستشفيات، وعدم وجود متابعة طبية مناسبة لهم بعد مغادرتهم المستشفيات، فضلاً عن حرمان الأسرى المضربين عن الطعام من الرعاية الطبية اللازمة.

وتستمر إسرائيل في تطبيق سياسة الاعتقال الإداري، الذي يتيح لها اعتقال الفلسطينيين لفترات طويلة دون محاكمة أو تهم، وهو ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، لا سيما اتفاقيات جنيف الرابعة التي تنص على حقوق الأسرى في السجون.

القانون الدولي والإجراءات القمعية للاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين

تشدد قواعد القانون الدولي الإنساني على عدم إلزام سكان الأراضي المحتلة بطاعة أو ولاء لسلطات الاحتلال. إذ نصت المادة 45 من لائحة الحرب البرية المرفقة باتفاقية لاهاي لعام 1907 على أنه “لا يجوز إجبار السكان على أداء قسم الولاء للسلطة المعادية”. كما أكدت اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة على أن العقوبات المقررة للأسرى يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أنهم ليسوا من رعايا الدولة المحتلة.

إلا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تعترف مطلقًا بتطبيق اتفاقيات جنيف في الأراضي المحتلة، بل استمرت في إصدار تشريعات عنصرية تضمنت قوانين ومشاريع قوانين تقمع الفلسطينيين وتستهدف الأسرى. فقد أقرّ الكنيست الإسرائيلي العديد من القوانين في السنوات الأخيرة، من أبرزها:

  • قانون استهداف الأطفال القاصرين ومحاكمتهم، حتى من هم دون سن الرابعة عشر.
  • قانون تغذية الأسرى القسريين المضربين عن الطعام.
  • قوانين تشديد العقوبات ضد الفلسطينيين، مثل تلك المتعلقة براشقي الحجارة.
  • قوانين تتيح لإسرائيل تطبيق قوانينها الجنائية على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
  • قوانين منع زيارات أسرى ينتمون إلى منظمات فلسطينية، بالإضافة إلى قوانين تتعلق بجثث الشهداء.

الاعتقال الإداري:

يعد الاعتقال الإداري أحد الأساليب التعسفية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين. ويتم هذا الاعتقال دون تقديم تهم واضحة ودون محاكمة علنية. يعتمد الاعتقال الإداري على أوامر عسكرية لا يحق للمعتقل أو محاميه الاطلاع على تفاصيلها، ويتم تجديده بشكل متكرر، مما يجعل المعتقلين عرضة للاحتجاز لفترات غير محددة.

وفي هذا السياق، يعتبر الاعتقال الإداري مخالفًا للقانون الدولي، خاصة المادة (78) من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تشدد على ضرورة أن يكون الاعتقال لأسباب تتعلق بالأمن القومي وأن يكون محدودًا في الزمن.

احتجاز الجثامين:

تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز جثث الشهداء الفلسطينيين في ما يعرف بمقابر الأرقام، حيث يتم دفن الشهداء في قبور مجهولة الهوية تحمل أرقامًا بدلاً من أسمائهم. هذا الإجراء يعتبر انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ويهدف إلى معاقبة عائلات الشهداء. وبالرغم من أن هناك نحو 68 فلسطينيًا مفقودًا منذ بداية الاحتلال، ترفض سلطات الاحتلال إعطاء أي معلومات حولهم.

ويخالف هذا الممارسات الإسرائيليّة بشكل واضح مبادئ اتفاقية جنيف الرابعة، التي تفرض على دولة الاحتلال أن تحترم وتوفر الرعاية لمدافن الشهداء وتتيح لأسرهم الوصول إلى أماكن دفنهم. كما أكدت محكمة العدل العليا الإسرائيلية على أن مبدأ الكرامة الإنسانية يشمل حتى جثث الموتى.

الحبس المنزلي:

الحبس المنزلي هو عقوبة قسرية تفرضها محاكم الاحتلال الإسرائيلية على الفلسطينيين، حيث يُجبر الشخص على البقاء داخل منزله لفترة محددة أو في منزل قريب له. وقد يتم تمديد هذه العقوبة لفترات إضافية، وفي حال مخالفة هذه القيود، يتعرض الشخص لعقوبات إضافية.

يعد الحبس المنزلي إجراءً تعسفيًا مخالفًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، خاصة اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 واتفاقيات جنيف لعام 1949، حيث ينتهك الحقوق الأساسية للفرد في التنقل والحياة الحرة.

أبرز انتهاكات حقوق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

  1. التعذيب غير المحظور قانوناً: رغم توقيع إسرائيل على العديد من معاهدات حقوق الإنسان التي تحظر التعذيب، مثل الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، إلا أن القانون الإسرائيلي لا يحظر التعذيب بشكل واضح ولا يجرمه. علاوة على ذلك، لا يوجد تعريف محدد لجريمة التعذيب في القانون الإسرائيلي. ورغم صدور حكم من محكمة العدل العليا في عام 1999 بحظر استخدام أساليب وحشية، إلا أن هناك استثناءات خاصة بـ”القنابل الموقوتة”، مما يسمح باستخدام التعذيب ضد المعتقلين الذين يشتبه بأن لديهم معلومات عن عمليات “إرهابية”. وقد أثارت لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة قلقها إزاء استخدام محققي الشاباك لهذا المبدأ لتبرير التعذيب.

    تُستخدم أساليب متنوعة لتعذيب المعتقلين الفلسطينيين مثل الشبح، الحرمان من النوم، إسماع الموسيقى الصاخبة، الضرب، التهديدات بالتعذيب الجسدي، والتقييد العنيف للأيدي والأقدام، مما يعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية التي تحظر التعذيب في جميع الظروف.

  2. عدم توفير العناية الطبية الملائمة: تفتقر السجون الإسرائيلية إلى طواقم طبية كافية لمعالجة الأمراض التي تصيب المعتقلين الفلسطينيين. كما أن إدارة السجون لا توفر اللوازم الطبية الضرورية، مما يؤدي إلى تفاقم حالة الأسرى الصحية. يُقدم للأسرى دواءً غير ملائم مثل مسكنات بسيطة بغض النظر عن حالة المريض، مما يشكل انتهاكاً للمادة (91) من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تلزم بتوفير رعاية طبية كافية في المعتقلات.

    أسفرت هذه السياسات عن وفاة العديد من الأسرى نتيجة الإهمال الطبي داخل السجون.

  3. نقص الاحتياجات المعيشية: تُخصص وزارة الدفاع الإسرائيلية ميزانية سنوية (500 دولار) لتغطية احتياجات الأسرى المعيشية من طعام وملبس، وهذه المخصصات غير كافية بالنظر لعدد الأسرى المتزايد. ونتيجة لذلك، يعتمد الأسرى بشكل أساسي على المعونات الخارجية التي تقدمها المؤسسات الحقوقية أو على ما يمكن لعائلاتهم تقديمه خلال الزيارات.

  4. العزل الانفرادي: تتبع سلطات الاحتلال سياسة العزل الانفرادي كوسيلة ضغط على الأسرى بهدف انتزاع الاعترافات أو كعقوبة لأية تصرفات قد تُعتبر خرقاً للنظام داخل السجون. وغالباً ما يُنفذ العزل دون مبرر قانوني، مما يسبب أضراراً نفسية وجسدية جسيمة للأسرى.

  5. الحرمان من زيارة الأهل: يُعد نقل المعتقلين الفلسطينيين إلى مناطق بعيدة عن أسرهم انتهاكاً للمبادئ الدولية، خاصةً اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حق الأسرى في تلقي الزيارات من عائلاتهم. منذ بداية انتفاضة الأقصى في عام 2000، فرضت إسرائيل قيوداً شديدة على زيارات الأسرى وحرمت العديد من الأسرى من زيارة عائلاتهم، ما يشكل خرقاً واضحاً للقانون الدولي.

  6. التعامل مع الفلسطينيين كتهديد: تُظهر التقارير الدولية كيف أن السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين تُحيلهم إلى “سكان محرومين من صفة المدنيين”، مما يعرضهم للاعتقال المستمر والاحتجاز التعسفي. هذا الحرمان من الحرية والمعاملة القاسية أصبح سياسة إسرائيلية منهجية تهدف إلى السيطرة على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

  7. استخدام التعذيب والإهمال الطبي كأدوات للضغط: تتهم منظمات حقوقية إسرائيل باستخدام التعذيب الجسدي والنفسي ضد المعتقلين الفلسطينيين، من خلال احتجازهم في أماكن غير صحية، الاعتداءات الجنسية، وتغطية الرأس والعينين. كما تسلط تقارير الأمم المتحدة الضوء على الإهمال الطبي، خاصة تجاه الأسرى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو السرطان، حيث يتم حرمانهم من العلاج المناسب في وقت مناسب.

    منذ عام 2001 حتى نهاية 2023، تلقت وزارة العدل الإسرائيلية أكثر من 1400 شكوى من المعتقلين الفلسطينيين بشأن التعذيب والإساءة، إلا أنه تم فتح 3 تحقيقات فقط دون توجيه أي اتهام.

 تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك حقوق الأسرى الفلسطينيين داخل سجونها عبر مجموعة من الأساليب القمعية التي تشمل التعذيب، الإهمال الطبي، الحرمان من الزيارات، العزل الانفرادي، وغيرها من السياسات الممنهجة التي تتعارض مع القوانين الدولية لحقوق الإنسان. هذه الانتهاكات تمثل جزءاً من سياسة طويلة الأمد تهدف إلى قمع الفلسطينيين وإخضاعهم لسلطة الاحتلال.