المجلة الدولية للمنظمة الفلسطينية 

PIOPH

الضرر البيئي والصحي في قطاع غزة نتيجة الحرب الحالية هو ضرر هائل ومأساوي، يؤثر بشكل مباشر على حياة السكان وصحتهم. الوضع البيئي والصحي في القطاع يشهد تدهورًا كبيرًا نتيجة القصف المستمر، مما يزيد من معاناة المواطنين ويهدد بتفشي الأوبئة والأمراض.

الوضع الصحي في غزة:

  • تعاني المنظومة الصحية في غزة من انهيار شبه كامل بسبب تدمير المستشفيات ونقص الوقود والإمدادات الطبية. فمع خروج معظم المستشفيات عن الخدمة بسبب القصف الجوي والعدوان، اضطُر الأطباء لإجراء العمليات الجراحية في ظروف مأساوية، حتى بلا تخدير عام في بعض الحالات. إضافة إلى ذلك، تتعرض الفئات الضعيفة مثل مرضى الأمراض المزمنة والأمهات والأطفال حديثي الولادة لخطر شديد.
  • النزوح الكبير للسكان، والذي وصل إلى 1.7 مليون شخص داخل القطاع، أدى إلى اكتظاظ مراكز الإيواء التي تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). المدارس التي تأوي هؤلاء النازحين لم تسلم من الاستهدافات، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

التحديات البيئية:

  • المعاناة البيئية في غزة تفاقمت بشكل كبير نتيجة الحرب. فالتلوث الناتج عن القذائف والصواريخ يسبب أضرارًا بيئية جسيمة على المدى القصير والطويل. التلوث في المياه والهواء يزيد من مخاطر الأمراض المعدية مثل الكوليرا والإسهال والتسمم، وحتى الأمراض الخطيرة مثل شلل الأطفال.
  • كما أن المخلفات الطبية لم يتم معالجتها، مما يزيد من خطر انتشار الأوبئة. ناهيك عن التلوث الناتج عن تدمير البنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي، مما أدى إلى اختلاط المياه الصالحة مع مياه الصرف الصحي، وبالتالي تلوث الخزان الجوفي وتفشي الأمراض.

الضغوط على المساعدات الإنسانية:

  • رغم الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية، إلا أن الحصار المستمر منذ عام 2007، والقيود التي تفرضها إسرائيل على دخول الإمدادات من مصر، تجعل تدفق المساعدات ضعيفًا. حسب تقديرات الأمم المتحدة، هناك حاجة إلى مئة شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية احتياجات القطاع، إلا أن الوضع يبقى صعبًا للغاية.

الأضرار البيئية والصحية طويلة الأمد:

  • الأضرار التي لحقت بنظم المياه والصرف الصحي والبنية التحتية الأخرى في غزة تعد غير قابلة للإصلاح على المدى القصير. وستظل البيئة ملوثة، مع آثار على الصحة العامة مثل تلوث الهواء والماء والتربة، ما يزيد من تعقيد جهود التعافي على المدى الطويل.

خطر تفاقم الوضع:

  • هناك أيضًا خطر كبير من انتشار الأمراض المعدية بسبب تراكم النفايات الصلبة التي تقدر بحوالي 100 ألف طن، وتلوث الشوارع بمياه الصرف الصحي. هذا الوضع يهدد بانتشار الحشرات الضارة والروائح الكريهة، مما يزيد من معاناة السكان ويهدد صحتهم بشكل خطير.

النداءات للمجتمع الدولي:

  • المسؤولون في غزة والمجتمع الدولي يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار، نظرًا للأثر الكبير الذي يتركه العدوان على الصحة العامة والبيئة. كما يطالبون بإدخال الأدوية والمساعدات الإنسانية بشكل عاجل لتلبية احتياجات القطاع الصحية والبيئية.

بشكل عام، الأوضاع في قطاع غزة تزداد سوءًا مع استمرار الحرب، مما يهدد حياة المواطنين ويزيد من صعوبة التعافي بعد انتهاء الصراع.

الوضع في قطاع غزة قد فاق الكارثة بكثير، كما أكده مدير المكتب الإعلامي في القطاع، إسماعيل الثوابتة. هذا الوضع الكارثي ناتج عن سياسة الاحتلال التي تستهدف تدمير جميع مقومات الحياة في غزة، مما يزيد من معاناة السكان بشكل متسارع.

تدمير القطاعات الحيوية: منذ بدء الحرب، استهدفت قوات الاحتلال 15 قطاعًا حيويًا في غزة، بما في ذلك الصحة والبنية التحتية والبلديات. تدمير أكثر من 400 بئر مياه في القطاع جعل مئات الآلاف من الفلسطينيين يعانون من نقص حاد في المياه، مما تسبب في مشكلات صحية كبيرة تتعلق بالنظافة، وزيادة في انتشار الأمراض.

الضرر البيئي: الاحتلال دمر أيضًا شبكات المياه والصرف الصحي في القطاع، ما أدى إلى تسرب مياه الصرف الصحي في الشوارع، وتسبب في انتشار الأمراض المعدية. كما تم تدمير مقرات البلديات وآلياتها، مما أدى إلى تراكم النفايات في الشوارع والملاجئ، ما ساهم في تفشي الأمراض مثل الكبد الوبائي.

الأوبئة والأمراض المعدية: حسب تصريحات الثوابتة، تم تسجيل مليون و94 ألف حالة إصابة بالأمراض المعدية بين المواطنين الفلسطينيين، خصوصًا النازحين، مثل الأمراض الجلدية والحمى الشوكية والنزلات المعوية وأمراض الجهاز التنفسي. وفيما يتعلق بالقطاع الصحي، فقد دُمر 32 مستشفى من أصل 35، مع مقتل أكثر من 400 طبيب وممرض، واعتقال أكثر من 310 من الطواقم الطبية، ما أدى إلى انهيار كامل للمنظومة الصحية.

الوضع الصحي المزري: بالإضافة إلى ذلك، تم منع دخول الأدوية للقطاع، وهناك حوالي 10 آلاف مريض بالسرطان لا يتلقون العلاج اللازم. كما يعاني 350 ألف مريض من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى الأدوية. ما يزيد من تعقيد الوضع هو وجود جثامين الشهداء تحت الأنقاض أو في المقابر الجماعية المؤقتة، ما يعزز القلق من انتشار الأوبئة والأمراض.

النداءات الدولية: أطلق الثوابتة نداءات عاجلة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري، مطالبًا بإدخال الأدوية والمساعدات، وكذلك إنشاء مستشفيات ميدانية في القطاع لتعويض الدمار الكبير الذي لحق بالمستشفيات. وطالب بوقف العدوان بشكل عاجل، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية استمرار العدوان وعدم تمكنه من وضع حد له.

التأثيرات البيئية طويلة الأمد: من جانب آخر، يشير تقييم أولي نشره برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن الحرب تسببت في أضرار بيئية غير مسبوقة، تهدد بتفاقم مشكلة تلوث المياه والتربة والهواء. وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية للبرنامج، إن هذه الأضرار البيئية تهدد الحياة في غزة على المدى الطويل، ما يجعل برامج الإنعاش والتعافي مؤلمة وطويلة الأمد.

التقييم يشير إلى تدمير نظم المياه والصرف الصحي في غزة، ما أدى إلى تلويث الشواطئ والمياه العذبة بمياه الصرف الصحي، مما يشكل تهديدًا للصحة العامة والزراعة. كما تعرض نظام إدارة النفايات لأضرار بالغة، ما أدى إلى تراكم النفايات وتدهور نوعية الهواء بسبب حرق المواد البلاستيكية والنفايات. كما تم تدمير الألواح الشمسية، مما أدى إلى تسرب المواد السامة إلى التربة والمياه.

التحديات البيئية والإنسانية: أدت الحرب إلى زيادة الحطام في غزة، ما يعرض الصحة العامة للتهديد بسبب التلوث الناتج عن الذخائر غير المنفجرة والمعادن الثقيلة. كما أن تدمير الأنفاق يزيد من المخاطر البيئية نتيجة لتسرب المواد السامة.

المستقبل المجهول: البيئة في غزة تعرضت لضغوط شديدة لعقود بسبب النزاعات المتكررة والتوسع العمراني السريع والكثافة السكانية العالية. ومن المتوقع أن تظل آثار هذه الأضرار البيئية طويلة الأمد على الصحة العامة وسبل العيش في غزة.

إجمالًا، الوضع في غزة أصبح كارثيًا ويحتاج إلى تدخل دولي عاجل لمساعدة السكان في مواجهة هذه الكارثة الصحية والبيئية.