قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن سوريا تمر بلحظة حاسمة تتسم بـ”الأمل والتاريخ”، ولكنها أيضًا لحظة عدم يقين كبير. وأكد أن مستقبل البلاد ينبغي أن يُشكل “بواسطة شعبها، ومن أجل شعبها، وبدعم من المجتمع الدولي”.
وفي تصريحات له للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أشار غوتيريش إلى أن منطقة الشرق الأوسط تواجه العديد من الأزمات، لكن هناك “شعلة أمل” تتجلى في سوريا، قائلاً: “يجب ألا تنطفئ هذه الشعلة”. وأوضح أن الشعب السوري يقف عند نقطة تاريخية تمثل فرصة لا ينبغي تفويتها، خاصة بعد انتهاء أكثر من خمسة عقود من الحكم الديكتاتوري.
وحذر الأمين العام من أنه إذا لم يُدار الوضع الحالي بعناية، فإن هناك خطرًا حقيقيًا من انهيار التقدم المحرز. ودعا إلى إجراء انتقال سياسي شامل وسلمي نحو “سوريا الجديدة”، مع ضرورة احترام حقوق النساء والفتيات، مسترشدًا بمبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254. كما أشار إلى استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد، داعيًا إلى توفير التمويل الكافي لجهود الإغاثة والتعافي.
وفي سياق التحديات القادمة، أعلن غوتيريش تعيين كارلا كوينتانا رئيسة للمؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا، والتي أُنشئت لتوضيح مصير المفقودين ودعم أسرهم. وأكد على ضرورة تمكين هذه المؤسسة من تنفيذ ولايتها بشكل كامل.
كما حذر من استمرار الاعتداءات على المدنيين ونزوحهم، مشددًا على أن تنظيم داعش لا يزال يمثل تهديدًا كبيرًا. وعبّر عن قلقه إزاء الغارات الجوية الإسرائيلية، مؤكدًا أنها تمثل انتهاكًا لسيادة سوريا.
ودعا إلى الالتزام بشروط اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، مشددًا على أهمية استعادة سيادة سوريا ووحدتها الإقليمية. وأكد غوتيريش أن الأمل الذي يحيط بسوريا يجب أن يُستغل بشكل إيجابي، معربًا عن التزام المجتمع الدولي بدعم الشعب السوري.
وفيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على سوريا، ذكر الأمين العام أن العقوبات كانت تستهدف نظام الأسد، وأن الوضع قد تغير. وأشار إلى ضرورة وجود بادرة أولى تظهر التضامن مع الشعب السوري، في إطار الجهود الرامية لتحقيق الظروف اللازمة لرفع هذه العقوبات.