أكدت منظمة الصحة العالمية أن الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة قد اكتملت يوم أمس، حيث تم تطعيم حوالي 557 ألف طفل دون سن العاشرة بالجرعة الثانية من اللقاح.
وقالت المنظمة، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى مثل اليونيسف والأونروا، إن إتمام الحملة يعد إنجازًا كبيرًا بالنظر إلى الظروف الصعبة التي جرت فيها.
وسجلت نسبة التغطية في وسط غزة 103%، ما يعني الوصول إلى عدد أكبر من الأطفال المتوقع، بينما بلغت النسبة 91% في جنوب غزة. وفي الشمال، بسبب القيود المفروضة على الوصول، وصلت نسبة التغطية إلى نحو 88% وفقًا للبيانات الأولية.
حديثو الولادة في شمال غزة
من جهة أخرى، أشارت المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، إلى أن الأطفال حديثي الولادة الضعفاء والمرضى في غزة يعانون من ظروف مأسوية. وقالت: “هؤلاء الأطفال يُقتلون في الخيام وفي الحاضنات وفي أحضان والديهم”، مؤكدة أن عدم وجود إرادة سياسية كافية لإنهاء الصراع يعد أزمة إنسانية كبيرة.
وأفادت السيدة خضر بتضرر وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى كمال عدوان بشمال غزة جراء هجمات عنيفة مؤخرًا، مما جعل المرفق الصحي منطقة محاصرة. وأضافت أن الوصول إلى المستشفى بات صعبًا للغاية، حيث أبلغت التقارير عن مقتل وإصابة أطفال يتلقون العلاج هناك، بالإضافة إلى تضرر إمدادات الأكسجين والمياه، مما أثر على الرعاية الحيوية.
احتياجات تفوق القدرات
تقدّر اليونيسف أن نحو أربعة آلاف طفل في غزة انقطعوا عن الرعاية الصحية المنقذة للحياة بسبب الهجمات المتكررة على المستشفيات وانقطاع الكهرباء ونقص الوقود. وحتى قبل الحرب، كانت قدرة غزة على توفير رعاية حديثي الولادة غير كافية، وقد انخفض عدد الحاضنات بنسبة 70% ليصل إلى حوالي 54 حاضنة فقط في القطاع.
وأوضحت السيدة خضر أن حوالي 6000 طفل حديث الولادة يحتاجون إلى رعاية مركزة سنويًا في غزة، مشيرة إلى أن الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى، نظرًا لزيادة حالات الأطفال الخدج والمصابين بسوء التغذية ومشاكل النمو. وذكّرت بأن مرافق الرعاية الصحية محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، بالإضافة إلى ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني.