قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن “الحرب على الأطفال في غزة” تبرز بشكل صارخ مسؤولية العالم في إنهاء معاناتهم، مشيرة إلى أن “جيلاً كاملاً من الأطفال يعاني من انتهاكات خطيرة لحقوقهم ويُحرم من مستقبلهم”.
وأوضحت روزاليا بولين، مسؤولة الاتصالات الرئيسية لليونيسيف في غزة، أن الأطفال في القطاع “يعانون من الأمراض والتعب والصدمات النفسية”، بينما يهدد الجوع وسوء التغذية حياتهم.
وأضافت بولين: “غزة واحدة من أكثر الأماكن حزناً بالنسبة لنا كعاملين إنسانيين، حيث يُهدر كل جهد صغير لإنقاذ حياة طفل بسبب الدمار الهائل. على مدى 14 شهراً، عاش الأطفال في كابوس مستمر، حيث أُعلن عن مقتل أكثر من 14,500 طفل وإصابة الآلاف”.
في حديثها من عمان إلى الصحفيين في جنيف، روت بولين عن تجربة مؤلمة مع طفل في الخامسة من عمره يدعى سعد، الذي فقد بصره نتيجة قصف منزله، وقد عبر عن شعوره قائلاً: “لقد سبقتني عيناي إلى الجنة”. كما تحدثت عن طفل آخر، سعد، الذي توفي مؤخرًا بسبب سوء التغذية، مشيرة إلى أن معاناته ومعاناة والدته كانت لا تُحتمل.
ومع حلول فصل الشتاء، أشارت بولين إلى أن الأطفال “يعانون من البرد والرطوبة بلا أحذية، ولا يزال العديد منهم يرتدون ملابس صيفية”. كما حذرت من انتشار الأمراض بسبب نقص الخدمات الصحية والاعتداءات المتكررة على المستشفيات.
وأكدت على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية، داعية المجتمع الدولي لاستخدام نفوذه للدفاع عن حقوق الأطفال وإجلاء المصابين لتلقي الرعاية الطبية. وأشارت إلى أن كل يوم يمر دون فعل “يسرق يوماً آخر من حياة أطفال غزة”.
من جهتها، أوضحت لويز ووتريدج، مسؤولة الطوارئ في الأونروا، أن الظروف الجوية الصعبة تزداد سوءاً، وأن الوكالة تُضطر إلى التركيز على الغذاء بدلاً من المأوى بسبب نقص الإمدادات. وأشارت إلى أن تضرر 69% من المباني في القطاع يعني أن الناس ليس فقط يعانون من برد الشتاء، بل أيضاً من غارات القنابل.
وختمت ووتريدج بالتأكيد على أن الكثير من الأفراد في غزة يعيشون في ظروف مروعة، معربة عن قلقها بشأن الأشخاص الذين لا يستطيعون الفرار والذين لا يتم رؤيتهم في التقارير، مشيرة إلى أن الوضع في غزة أصبح بمثابة مقبرة للعديد.