قال فادي العبد الله، المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية، إن إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت والقيادي في حركة حماس محمد دياب إبراهيم المصري (الضيف) يشير إلى أن القضاة وجدوا “أسبابًا معقولة” للاعتقاد بأن هؤلاء الأشخاص مسؤولون عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، أوضح العبد الله أن المحكمة لا تجري محاكمات غيابية، مما يعني أن القضايا ستبقى في المرحلة التمهيدية حتى يمثل المشتبه بهم أمام القضاة. وأشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تفتقر إلى قوات شرطة أو عسكرية لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد بشكل كامل على تعاون الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي.
وأكد العبد الله أن القضاة يطبقون القانون بحيادية وفقًا للأدلة المقدمة لهم، دون النظر إلى أي تصريحات سياسية أو عوامل خارجية. وأوضح أن حماية حقوق المجني عليهم تمثل محورًا أساسيًا لعمل العدالة، لضمان عدم تكرار دائرة العنف والثأر والحرب.
وفيما يلي نص الحوار مع فادي العبد الله:
أخبار الأمم المتحدة: أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق وقيادي في حركة حماس. ما الخطوة التالية بعد هذه الأوامر؟
فادي العبد الله: نعم، أصدرت الدائرة التمهيدية في المحكمة أوامر بالقبض على هؤلاء المشتبه بهم، مما يعني أن القضاة وجدوا أسبابًا معقولة للاعتقاد بمسؤوليتهم عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. بعد إصدار أمر بالقبض، تتواصل المحكمة مع الدول التي يتواجد فيها الأشخاص المطلوبون لطلب تعاونها في إلقاء القبض عليهم وتسليمهم.
المحكمة تعتمد على الدول الأعضاء في نظام روما، حيث تتحمل هذه الدول واجبًا قانونيًا بالتعاون وفقًا للفصل التاسع من النظام. الدول غير الأعضاء ليست ملزمة، ولكن يمكنها التعاون طوعًا.
كما أنه لا توجد محاكمات غيابية، مما يعني أن القضايا تبقى في المرحلة التمهيدية حتى يمثل المشتبه بهم أمام القضاة.
أخبار الأمم المتحدة: كم عدد الدول المنضمة إلى نظام روما وما مسؤولياتها؟
فادي العبد الله: هناك حاليًا 124 دولة منضمة إلى نظام روما، وسيصبح العدد قريبًا 125. هذه الدول تقبل التزامًا قانونيًا بالتعاون مع المحكمة، مما يتطلب منها التعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك إلقاء القبض على المشتبه بهم وحماية الشهود.
أخبار الأمم المتحدة: ماذا يحدث إذا لم يتم إلقاء القبض على هؤلاء الأشخاص؟
فادي العبد الله: تظل أوامر القبض سارية المفعول ما لم يقرر القضاة خلاف ذلك، ولا تسقط بالتقادم. إذا لم يمثل المشتبه بهم، تبقى القضايا في المرحلة التمهيدية ولا يمكن الانتقال إلى مرحلة المحاكمة.
أخبار الأمم المتحدة: المحكمة تكمل عمل النظم القضائية الوطنية. البعض يقول إن إسرائيل لديها نظام قضائي قوي. لماذا لم تترك هذه القضية لإسرائيل؟
فادي العبد الله: المحكمة الجنائية الدولية تعمل وفق مبدأ التكامل، مما يعني أن المسؤولية تقع أولاً على عاتق الدول ونظمها القضائية. إذا لم تكن هناك ملاحقات جدية، يمكن للمحكمة التدخل لضمان تحقيق العدالة.
أخبار الأمم المتحدة: كيف يتعامل القضاة مع التهديدات بعقوبات على المحكمة بسبب هذه القضية؟
فادي العبد الله: القضاة يطبقون القانون بناءً على الأدلة المعروضة أمامهم ولا يأخذون بعين الاعتبار أي اعتبارات سياسية. مهمتنا هي تطبيق نظام روما كما تبنته الدول الأعضاء.
أخبار الأمم المتحدة: كيف ترى أهمية صدور هذه القرارات رغم الصعوبات المحيطة بالقضية؟
فادي العبد الله: تطبيق القانون هو الأساس. يجب أن يسري القانون على الجميع، والقضاة يعملون وفقًا لشروط الاختصاص. القرارات تعتبر رسالة للمجني عليهم بأن العدالة تعمل من أجلهم، مما يسهم في كسر دائرة العنف والثأر.
