قال كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إن “نموذجًا جديدًا من التقدم” بدأ من خلال زيارته الحالية إلى ليبيا، حيث عمل مكتبه على مدار الأشهر الستة الماضية، مشيرًا إلى تحركه السريع في تحقيقات رئيسية تشمل الجرائم المرتكبة في مرافق الاحتجاز وأحداث أخرى خلال الفترة من 2014 إلى 2020.
جاءت تصريحاته خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي اليوم، حيث تحدث عبر الفيديو من طرابلس في إطار زيارته الثانية إلى ليبيا. وناقش خان لقائه مع عائلات ضحايا من ترهونة وزيارته لمواقع شهدت انتهاكات مروعة، حيث تعرض الأشخاص للتعذيب والإعدام وإلقاء جثثهم في مكبات النفايات.
وأكد خان أنه على الرغم من الألم الذي شهدته العائلات، هناك “أمل متجدد” ينبثق من العمل الجماعي نحو تحقيق المساءلة. وذكر أن المحكمة أصدرت مذكرات اعتقال بحق ستة أفراد من جماعة الكانيات المسلحة، المتهمين بارتكاب جرائم في ترهونة.
وأضاف: “من خلال أنشطة المتابعة التي يقوم بها مكتبي، وبالتعاون مع مكتب النائب العام في ليبيا، حددنا بعض الأفراد المتهمين بارتكاب فظائع. نحن نعرف مكانهم، ونحتاج إلى مساعدة الدول للقبض عليهم ومنح العائلات فرصة لتقديم رواياتها في المحكمة”.
وفيما يتعلق بتوقعاته للمستقبل، أشار خان إلى أن تقريره اليوم يظهر إمكانية انتشار بصيص الأمل في تحقيق العدالة ليشمل مناطق أوسع في ليبيا. وأوضح أنه يتوقع تقديم طلبات جديدة لإصدار أوامر اعتقال خلال الفترة المقبلة، وأن مكتبه يعزز تعاونه مع السلطات المحلية لمحاسبة الجرائم المرتكبة ضد المهاجرين.
كما أعلن عن إنشاء آلية جديدة لتعزيز التنسيق بين مكتبه ومكتب النائب العام الليبي، مما يسهل الملاحقات القضائية، سواء في المحكمة الجنائية الدولية أو أمام المحاكم المحلية.
وتناول خان أهمية التعاون مع المجتمع المدني، حيث التقى فريق مكتبه بأكثر من 70 منظمة مجتمع مدني لمناقشة مساهماتهم في التحقيقات.
وفي ختام حديثه، حذر خان من أن الأمل الذي شعرت به العائلات يجب أن لا يُعتبر ساذجًا، مؤكدًا على ضرورة معالجة التحديات الكبيرة، بما في ذلك عدم اليقين السياسي وانعدام الأمن في ليبيا، لكنه أعرب عن تفاؤله بأن هذا اليوم قد يمثل بداية جديدة من الثقة والتعاون المشترك.