يُعتبر العنف ضد النساء والفتيات واحدًا من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوعًا على مستوى العالم، حيث تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء للعنف الجسدي أو الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتها. كما أن 70% من النساء في حالات الصراع والحروب والأزمات الإنسانية يتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي.
تزامنًا مع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة في 25 نوفمبر، أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا يشير إلى أن امرأة أو فتاة تُقتل كل 10 دقائق على يد شريكها الحميم أو أحد أفراد أسرتها.
وأشارت نائبة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، نيارادزاي غومبونزفاندا، إلى أن أكثر من 51 ألف امرأة وفتاة قُتلن عام 2023 على يد شركائهن أو أفراد أسرهن، مما يعني أن هناك امرأة تُقتل في المتوسط كل 10 دقائق، ولا توجد دولة بمنأى عن هذه الظاهرة.
في مؤتمر صحفي بنيويورك، أكدت غومبونزفاندا أن الجرائم المرتبطة بالنوع الاجتماعي لا تزال تُعاني من نقص في التوثيق، ودعت إلى ضرورة التزام أكبر من الدول لحصر كل الضحايا وجمع البيانات لفهم هذه الجرائم بشكل أفضل.
قدمت دلفين شانتز، مديرة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، تحليلاً مفصلًا أظهر أن أفريقيا سجلت أعلى عدد من الضحايا، حيث قُتل أكثر من 21 ألف شخص في 2023 على يد شركائهم أو أسرهم.
وأوضحت شانتز أن 75% من هذه الجرائم تحدث في منازل الضحايا، وأن غالبية الجرائم في أوروبا والأمريكتين ترتبط بالشريك الحميم. وأشارت إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء قُتلن على يد شركائهن قد أبلغن بالفعل عن تعرضهن للعنف، ولكن أقل من 7% من الجناة واجهوا إجراءات قانونية.
وأبرزت شانتز الحاجة إلى تغيير الأعراف الاجتماعية وتحسين الاستجابة القانونية، مثل تصنيف جرائم قتل النساء كجرائم مستقلة، حيث أن عددًا قليلاً من الدول فقط قد فعلت ذلك.
يجب مواجهة العنف ضد النساء في كافة المجالات، بما في ذلك في العمل وعبر الإنترنت، حيث تفاقمت المشكلة بسبب النزاعات وتغير المناخ. الحل يكمن في استجابات قوية، ومحاسبة الجناة، وزيادة التمويل لحركات حقوق المرأة.
كما يمثل اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة بداية حملة “اتحدوا الأممية” التي تستمر 16 يومًا، تُختتم في 10 ديسمبر، تحت شعار “كل 10 دقائق، تُقتل امرأة” (#لا_عذر)، بهدف رفع الوعي حول هذه القضية وتعزيز الالتزامات لتحقيق العدالة.